في خضم الأحداث السياسية والعسكرية والاجتماعية التي تشهدها بعض الدول العربية، قد يكون الجمهور الفني غافلاً عن معاناة النجمة الغنائية المتألقة، أنغام، التي تعاني من مرض في البنكرياس وتتنقل بين المستشفيات المصرية والألمانية بحثاً عن الشفاء.
في ظل الأخبار المتلاحقة في العالم العربي، قد يبدو خبر مرض أنغام ثانوياً، لكن هذا التجاهل الإعلامي يعكس علاقة غير متوازنة وغير مفهومة بين الجمهور ونجوم الفن.
الجمهور والإعلام بين الشائعات واللامبالاة: جمهور المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي مستعد لاختراع أخبار كاذبة عن وفاة فنان، متجاهلاً ما قد يسببه ذلك من قلق لمحبي الفنان وأصدقائه.
المؤسف أن هذا الجمهور لا يتابع بصدق واحترام الأزمة الصحية الحقيقية التي تمر بها فنانة مشهورة، ولا يكلف نفسه عناء الدعاء لها بالشفاء.
هذا التخلي محزن، ولا يمكن أن يقبله جمهور طبيعي أو إعلام طبيعي، فدور الإعلام والجمهور أبعد من نشر الشائعات والأخبار الكاذبة.
أنغام تخضع لعمليات جراحية صعبة، والمعلومات تشير إلى أنها في خطر بعد أن فقد جسمها مناعته الطبيعية، وتتلقى علاجات مكثفة لمواجهة التدهور السريع في وظائف أعضاء الجسم.
تُعتبر أنغام من نجمات الغناء العربي، ويتميز صوتها بالذكاء الفطري وأسلوب أدائها المحكم.
في حين كان معظم زملائها يتوافقون مع الموجات الغنائية المتقلبة، كانت أنغام حريصة على اختيار الأفضل والأجمل من الكلمات والألحان، وحافظت على مستوى رفيع في انتقاء الأغاني، مما جعلها متميزة في عالم يشهد تراجع الجودة.
في هذا الوسط الفني، لم تجد أنغام بجانبها في محنتها الحالية إلا والدها الملحن محمد علي سليمان، الذي أطلقها ورعاها، على الرغم من الخلافات التي نشأت بينهما في الماضي.
على الرغم من أنها قست عليه في تصريحاتها الإعلامية وحملته مسؤولية عدم انتشارها كما كانت تتمنى في البداية، إلا أن محمد علي سليمان عمل على تجاوز خلافاته مع ابنته وعادت المياه إلى مجاريها.
وهو الآن رفيقها الأول والأخير في محنتها المرضية، ويقال إنه لا يتركها لحظة. ففي النهاية، هو الأب وهي الابنة.
هذه هي الدنيا، فالنجومية لا تنفع في استعادة الصحة، ولا ننتبه في لحظات القوة إلى أننا أضعف مما نتصور.