الأحد, 21 سبتمبر 2025 08:35 PM

أيلول يثقل كاهل الأسر السورية: مصاريف المدارس والمونة والتدفئة تشعل الأسعار

أيلول يثقل كاهل الأسر السورية: مصاريف المدارس والمونة والتدفئة تشعل الأسعار

تعتبر الأسر السورية شهر أيلول "شهر المصاريف الثقيلة"، حيث يتزامن مع بداية العام الدراسي وموسم تحضير مؤونة الشتاء، مما يضاعف الأعباء المادية. تتحدث عنب بلدي مع أهالي دمشق حول كيفية مواجهة هذه التحديات.

لوازم المدرسة.. فاتورة مكلفة

مع بداية كل عام دراسي، تشهد الأسواق ارتفاعًا في أسعار اللوازم المدرسية. خلال جولة لعنب بلدي في أسواق دمشق، تبين أن تجهيز طالب في المرحلة الابتدائية بأرخص المستلزمات يكلف الأسرة حوالي 150,000 ليرة سورية، بينما ترتفع التكلفة إلى 250,000 ليرة سورية لطالب المرحلة الإعدادية أو الثانوية.

يصف رامي مهنا، الموظف الحكومي الذي يتقاضى راتبًا قدره 400,000 ليرة سورية ولديه طفلان في المرحلة الابتدائية، شهر أيلول بأنه "شبح" يزور العائلة كل عام. ويضيف أنه لم يتمكن من توفير جميع مستلزمات أطفاله بسبب كثرة المصاريف.

ويقول رامي: "مصاريف المدارس تتزامن مع مؤونة المكدوس وتحضير المازوت للشتاء. شهر أيلول جعلني أمام فاتورة لا يقدر راتبي أن يغطي حتى ربعها".

"كابوس" الشتاء و"المكدوس"

يُعرف أيلول في الثقافة الشعبية السورية بأنه "شهر المكدوس"، حيث تبدأ العائلات بتحضير مؤونة الشتاء. لكن تكاليف المؤونة أصبحت عبئًا جديدًا، قد تصل إلى 700,000 ليرة لعائلة مكونة من خمسة أشخاص.

تروي سميرة عباس، ربة منزل في الخمسين من عمرها، أن أيلول كان يُعرف قديمًا بشهر الخير والمؤونة، لكنه اليوم "صار شهر الحيرة والكابوس المالي". وتضيف أنها اضطرت للاستدانة لتغطية مصاريف أيلول.

مع اقتراب الشتاء، يهرع الأهالي لتأمين مازوت التدفئة، ويتخوفون من تضاعف أسعاره. أسماء اليوسف، أم لثلاثة أطفال، تقول إنها دفعت أكثر من 100,000 ليرة مقابل عشرة ليترات فقط من المازوت، وهي كمية لا تكفي سوى لبضعة أيام.

وتواجه أسماء خيارين صعبين: إما شراء كمية أكبر من المازوت قبل ارتفاع سعره على حساب شراء لوازم أطفالها للمدرسة، وإما شراء هذه اللوازم وتأمين مؤونة الشتاء مقابل حرمانهم من الدفء.

راتب ليومين ونصف

تتفق قصص الأهالي التي عرضتها عنب بلدي على الفجوة بين الدخل والمصاريف. بيانات "مؤشر قاسيون لتكاليف المعيشة" أظهرت أن زيادة الرواتب الأخيرة في سوريا بنسبة 200% غير قادرة على تلبية الاحتياجات اليومية لعائلة مكونة من خمسة أفراد، حيث لا يكفي الحد الأدنى للأجور المحدد بـ750,000 ليرة سورية سوى يومين ونصف من حاجة الأسرة السورية للاستهلاك بالحد الأدنى.

بالمقابل، يظل الأجر شديد الهشاشة من حيث قيمته الحقيقية، ولا يغطي سوى نحو 5.1% فقط من الاحتياجات الأساسية لأسرة مكوّنة من خمسة أفراد.

يأمل رامي مهنا بزيادة راتبه ليتمكن من توفير احتياجات أطفاله للمدرسة ومؤونة الشتاء ودفء المنزل، ليتحول شهر أيلول إلى شهر سلام.

مشاركة المقال: