الأحد, 20 أبريل 2025 04:46 AM

أيمن أصفري يكسر صمته: رؤية جريئة لسوريا المستقبل في حوار مع غسان عبود

أيمن أصفري يكسر صمته: رؤية جريئة لسوريا المستقبل في حوار مع غسان عبود

رغم تأكيده المتكرر بأنه ليس سياسياً ولا يطمح للعب أدواراً في الحكم، اختار رجل الأعمال السوري أيمن أصفري، في ظهوره النادر على شاشة تلفزيون سوريا، أن يُحدث حراكاً سياسياً خلال النصف ساعة الأخيرة من لقائه، كاشفاً عن مواقف حملت رسائل تتجاوز الشأن الاقتصادي إلى رسم ملامح محتملة لسوريا الجديدة.

سياسة بحُلة اقتصادية: قراءة في ظهور أصفري

اللقاء، الذي امتد لأكثر من ساعة و27 دقيقة، شهد في جزئه الأخير تصريحات جريئة حول أداء "الإدارة السورية الجديدة"، لاقت تفاعلاً واسعاً وتبايناً في الآراء. حيث رأى البعض فيها إشارات واضحة إلى معارضة داخلية "نخبوية" للمسار السياسي القائم، فيما اعتبرها آخرون دعوة مبطّنة لإعادة التوازن بين مكونات المجتمع السوري. هذا التباين يعكس في جوهره حالة الانقسام في المجتمع السوري بعد سقوط النظام، بين أغلبية تشعر بأنها استعادت موقعها الطبيعي بعد عقود من التهميش، وأقليات تخشى أن يتم إقصاؤها في نسخة جديدة من الحكم، تُكرر استبداد الأسد لكن بثوب "سني" هذه المرة.

بين أصفري وعبود: خلاف فكري يعكس معادلة السلطة في سوريا القادمة

الأبرز في حديث أصفري كان اصطفافه مع التيار الداعي إلى مشاركة كل المكونات السورية في الحكم، في مقابل رجل الأعمال الآخر غسان عبود، ابن مدينة إدلب مثله، الذي يطرح رؤية معاكسة تماماً، تؤمن بأن الحكم يجب أن يعود للأكثرية السنية أولاً، ثم يُعاد الحديث لاحقاً عن دولة ديمقراطية وتعددية.

طموح سياسي؟ الظهور ليس بريئاً

سواء أقر بذلك أو لا، فإن ظهور أيمن أصفري الإعلامي الأخير، هو بمثابة إعلان غير مباشر عن طموح سياسي. فالرجل، الذي ظل بعيداً عن الحوارات منذ عام 2016، لم يخرج فقط لتفنيد شائعة ترشّحه لرئاسة الحكومة، بل استثمر اللقاء في إطلاق مواقف يمكن قراءتها كـ"برنامج سياسي" بصيغة هادئة. الربط بين هذا الظهور، والشائعات التي سبقت اللقاء بشأن اقترابه من تولّي منصب رسمي، يعزز فرضية أن تسريب اسمه كان جزءاً من خطة لتهيئته كلاعب رئيسي في النظام المقبل، حتى وإن نفى ذلك صراحة.

هل يعيد التاريخ نفسه؟

الملفت أن هذه ليست المرة الأولى التي يُطرح فيها اسم أصفري في هذا السياق، فقد تكرر الأمر عام 2015، حين تم تداول اسمه لرئاسة الائتلاف، وخرج حينها على "بي بي سي" لينفي أي نية سياسية، مكرراً نفس النفي اليوم، ولكن بلغة مختلفة ومواقف أكثر وضوحاً. في المقابل، لم يُخفِ غسان عبود في مناسبات سابقة رغبته في ممارسة دور سياسي في بلده، بل صرّح صراحةً بأنه يحق له أن يحلم بمنصب الرئيس، ما يجعله مرشح "الأغلبية الشعبية" في مقابل أصفري الذي يحظى بثقة وارتباطات أقوى مع الدوائر الغربية.

ختاماً: صراع النخب أم توازنات قادمة؟

ما بين رؤية أيمن أصفري التي تدعو إلى إشراك جميع السوريين في صناعة مستقبل بلادهم، ورؤية غسان عبود التي تركز على تصحيح موازين القوة لصالح الأكثرية، تقف سوريا على مفترق طرق جديد. فهل سيتحول هذا التباين إلى صراع سياسي فعلي على الأرض، أم أنه سيبقى في حدود التصريحات والتجاذب الإعلامي؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة، لكن من المؤكد أن أصفري لم يُدلِ بتصريحات عابرة، بل أطلق إشارات مفتوحة نحو مستقبل قد يكون جزءاً منه.

مشاركة المقال: