يجذب جناح وزارة الاقتصاد والصناعة في معرض دمشق الدولي بدورته الـ٦٢ الزوار نحو معرض الابتكار والاختراع، حيث يعرض شباب سوري واعد ابتكاراتهم بكل فخر، ويشاركهم الخبرة آخرون، متحدين بالتميز والإبداع. هذه المشاركة تبعث الطمأنينة، خاصة في مرحلة الإعمار، حيث يثبت الشباب السوري أنهم يمتلكون عقولاً غنية ومبدعة قادرة على تجاوز التحديات والمساهمة في بناء الوطن في مختلف المجالات. ليس من المستغرب أن يكون معرض الابتكار في قلب الجناح، فالعقول هي أساس عملية الإعمار.
تسريع التئام الجروح
تحدثت الباحثة المهندسة راما محمد شاهين، اختصاص هندسة طبية والحاصلة على براءة اختراع، عن اختراعها "جهاز لتسريع التئام كسور العظام" لـ"الحرّية" قائلة: "بدأت الفكرة مع هجرة العقول إلى الخارج، ومع المرحلة الجديدة كان لا بد من المساهمة واستخدام العقول في إعمار البلد، لأن أساس إعماره هو عقول سوريّة أثبتت كفاءتها، ومن هنا كان لا بد من إبراز اختراعي بما يخدم البلد".
وأضافت شاهين أن الجهاز جديد وفريد من نوعه في سوريا، وتقوم فكرته على تسريع التئام كسور العظام بالأمواج فوق الصوتية باستخدام متحكم شامل، مما يسرع الاندمال بنسبة 57%. فالكسور التي تحتاج عادة إلى شهر ونصف للاندمال، تلتئم خلال 3 أسابيع مع استخدام الجهاز بشكل يومي، دون وجود أي وزمة أو تحديد بالحركة. يعمل الجهاز عن طريق فتح طاقة في الجبصين في مكان الكسر، ويتلقى المريض جلسات يومية لمدة نصف ساعة، كما يحفز اندمال الكسر المتأخر، من خلال تحفيز الدورة الدموية، حتى لو كان الكسر مضى عليه سنتين أو أكثر، مما يعيد المريض إلى حياته الطبيعية. كما يساعد على علاج نقص الكثافة العظمية وإخفاء الوزمة بعد فك الجبصين من خلال تحفيز التروية الدموية.
وأشارت الباحثة إلى أن الجهاز موجود منذ سنتين في مشفى ابن النفيس، وهو جهاز متنقل يمكن نقله إلى أكثر من مشفى، وجميع مكونات الجهاز مستوردة من الخارج.
التشييد السريع
بدوره، استعرض المهندس إلياس جورج سليمان، الحائز على براءة اختراع عن اختراعه "بلوك التشييد السريع لإنشاء جدران مسبق الصنع بوساطة مكبس معدل" ميزات الاختراع، ملخصاً إياها كالتالي: بلوك معزول للتقليل من الفاقد الحراري، له سطح داخلي أملس لتقليل أعمال الإكساء الداخلي للمباني، ويوفر العمالة والزمن، بالإضافة إلى شكل خارجي جذاب وواقٍ من العوامل الخارجية وأشعة الشمس.
وأضاف سليمان: "الفكرة بدأت من ملاحظتي لطريقة البناء المتبعة في سوريا، كما اطلعت في دبي على طريقة البناء، حيث انتبهت إلى وجود هدر وقت وحاجة إلى عمالة ماهرة متخصصة، فظهرت فكرة أن نأخذ جزءاً من اللوح ونجمعه مسبقاً ونعطيه بشكل جاهز للمستهلك للتركيب. يتم تصنيع كل قطع الجدار مسبقاً في المعمل وتذهب مباشرة إلى التركيب، ومع الزمن حينما تصبح لدينا شركات إعادة إعمار تستثمر على مدى واسع، ستحتاج هذا الاختراع، لأن عامل الزمن مهم لديها وهذا الاختراع يوفر عليها الزمن ويدفعها للذهاب إلى مشاريع أخرى. وعلى مستوى الجمعيات يختصر هذا الاختراع عليها الوقت، مع الإشارة إلى أن مواد الاختراع كلها أولية وموجودة في السوق المحلية، كما يلقى الاختراع اهتماماً من قبل وزارة الاقتصاد و الصناعة".
عصا المكفوفين
سنا الزير، ابنة الستة عشر عاماً، طالبة في صف الحادي عشر، انطلقت فكرة اختراعها "عصا المكفوفين" من منطلق إنساني، حيث قالت: "تقوم فكرة المشروع على تقديم نموذج متقدم لعصا المكفوفين مزودة بحساس أمواج فوق صوتية مربوط مع دارة تعطى تنبيهات صوتية تبعاً لحالة الحواجز المحيطة بها، بالإضافة لربط العصا مع شبكة الجوال ما يتيح لحامل العصا طلب المساعدة عند ضغط زر المساعدة فيتم إرساله للشخص المسؤول عنه ليقوم بالذهاب إليه، إضافة إلى العديد من الميزات الأخرى كتشغيل وميض في الليل لتنبيه الناس لوجود الشخص في الظلام".
وأشارت الزير إلى أن اختراعها لاقى اهتماما كبيراً وعملت عليه منذ الصف السابع كمشروع للمدرسة في إدلب، ثم طورت عليه لاحقاً، ومن خلال العصا ترشحت لجائزة السلام الدولية للمراحل النهائية، كما تم إنجاز 4 نماذج وتوزيعها على أربعة أشخاص مكفوفين، مع التنويه أن المواد المستعملة في العصا تم استيرادها عن طريق المدرسة من الخارج.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية