الثلاثاء, 6 مايو 2025 01:12 AM

إجراءات مشددة في السكن الجامعي بحمص لمنع خطاب الكراهية بعد أحداث طائفية

إجراءات مشددة في السكن الجامعي بحمص لمنع خطاب الكراهية بعد أحداث طائفية

"عادت الأوضاع في السكن الجامعي بحمص لطبيعتها، ولكن ما زال بعض الطلاب متخوفين من أي أحداث أو انتهاكات بين الطلاب"، بهذه العبارة بدأ الطالب عيسى طه حديثه لعنب بلدي. وتابع الطالب المقيم بالسكن الجامعي أنه منذ هجوم بعض الطلاب على آخرين، مطلع الأسبوع الماضي، لم يلحظ أي هجوم أو خلاف في السكن، خاصة وأن إدارة السكن تضبط بحزم أمور السكن الجامعي بعد الهجوم.

وشهد السكن الجامعي في مدينة حمص، مساء الأحد 27 من نيسان، هجوم بعض الطلاب على طلاب آخرين من أبناء الطائفة الدرزية، إثر انتشار تسجيل صوتي على مواقع التواصل الاجتماعي احتوى إساءة للنبي محمد، نُسب لأحد شيوخ الطائفة الدرزية، وهو ما نفته وزارة الداخلية السورية، والشيخ نفسه لاحقًا.

الهدوء يعم السكن الجامعي

ويجمع السكن الجامعي في "حمص" بين أبناء المحافظات السورية جميعها، كحمص ودمشق والسويداء ودرعا واللاذقية وطرطوس وغيرها. مدير السكن الجامعي في "حمص"، خالد جمعة، قال لعنب بلدي، في 2 من أيار، إن الهدوء يعم السكن الجامعي، والأوضاع آمنة وعادت لطبيعتها، والطلاب يشعرون بالأمن والراحة داخل السكن، بحسب قوله.

وأكد أن بعض الطلاب الذين هجموا على أبناء الطائفة الدرزية جرت محاسبتهم أصولًا من قبل الأمن العام، وحولوا للقضاء، والإشاعات التي مفادها أن "الطلاب الذين افتعلوا المشكلة لم يحاسبوا" كاذبة وغير صحيحة.

نبذ خطابات الكراهية والطائفية

ويخشى الطالب كرم أبو فخر من عودته من السويداء إلى السكن الجامعي، تحسبًا لأي هجوم قد يتعرض له أبناء السويداء لاحقًا، أو من توجيه عبارات عنصرية أو طائفية. وأوضح كرم، وهو طالب في كلية الهندسة المدنية، لعنب بلدي، أنه سيلجأ للإيجار عندما تعود الأحوال في محافظة السويداء إلى طبيعتها ويمكنه العودة للجامعة، خاصة وأن  أهله متخوفون من عودته ثانيًا للسكن الجامعي في حمص.

ولم تهدأ التوترات في محافظة السويداء، بين فصائل موالية للدولة السورية، وأخرى ترفض الاتفاقيات التي أبرمها شيوخ العقل، مع وزارة الداخلية والدفاع. لكن مدير السكن الجامعي في حمص، خالد جمعة، إلى أن الكادر موجود على مدار الساعة لمراقبة وضبط الأمور والأمان، والسكن الجامعي هو مدينة الطلاب الثانية، وهو بانتظارهم.

ويجري التنسيق بين السكن الجامعي ورئاسة جامعة حمص واتحاد الطلبة لإقامة ندوات حوارية ولجلسات خاصة، ومنذ الهجوم الأخير، يقيم السكن ندوات حوار عامة تقرب وجهات النظر والألفة بين الطلبة، وفقًا لمديره.

ونوه إلى أن إدارة السكن حازمة في نبذ خطاب الكراهية والطائفية، ولا محل لهذه الخطابات داخل حرم السكن.

امتداد المشكلة

وبعد ساعات من هجوم الطلبة بالسكن الجامعي بحمص، امتدت المشكلة لمحيط العاصمة دمشق، إذ هاجمت مجموعات عسكرية مدينتي جرمانا وصحنايا، وبعدها وصلت الاشتباكات إلى محافظة السويداء، كرد فعل على انتشار التسجيل الصوتي أيضًا.

وتوصلت الحكومة السورية إلى اتفاق، في 30 من نيسان، يقضي بوقف إطلاق النار، بعد اجتماع مع وجهاء من الطائفة الدرزية قادمين من محافظة السويداء جنوبي سوريا، إلى جانب آخرين من مدينتي صحنايا وجرمانا بمحافظة ريف دمشق.

كما توصلت إلى اتفاق مع عدد من أبرز مشايخ العقل في السويداء، في 1 من أيار، على تفعيل الأمن في المحافظة، ودعا لحماية الطريق الواصل إلى العاصمة دمشق، من قبل الدولة.

وطالب الاتفاق بتفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية في محافظة السويداء من أبناء المحافظة، وبتأمين طريق السويداء- دمشق، وحمّل الحكومة المسؤولية عنه، ودعا إلى بسط الأمن والأمان على الأراضي السورية.

وأكد الحرص على "وطن يضم السوريين جميعًا، وخال من الفتن والنعرات الطائفية والأحقاد الشخصية والثارات وحمية الجاهلية".

مشاركة المقال: