انتعشت سياحة اليوم الواحد في إدلب بعد سقوط النظام السابق، وشهدت المقاصد السياحية والتجارية في المحافظة إقبالاً متزايداً من الزوار من مختلف المحافظات السورية، وذلك لما تتمتع به من جاذبية خاصة تدعو إلى الاستكشاف.
ونظراً لمحدودية أماكن الإقامة في إدلب، يفضل الزوار قضاء يوم واحد في ربوعها، متنقلين بين مناطق الاصطياف والمعالم الأثرية ومراكز التسوق، التي أصبحت المولات الحديثة دعامتها الأساسية.
أشار "محمد. ق"، أحد مديري مكاتب السياحة والسفر في حلب، إلى زيادة الإقبال على الرحلات المنظمة إلى إدلب في عطلة نهاية الأسبوع، نتيجة لازدهار الأماكن السياحية والتجارية، مما ساهم في استعادة المحافظة لجاذبيتها السياحية، بفضل إرثها الأثري والحضاري المتمثل في المدن المنسية الفريدة من نوعها عالمياً.
وأضاف لـ "الوطن" أن جبل الأربعين في أريحا، ومدينة دركوش، وحمام الشيخ عيسى، ونبع العدوسية، والقنية، وبكفلا في ريف إدلب الغربي، تعتبر من أهم المناطق السياحية التي يقصدها الزوار للاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة، على الرغم من ضعف البنية التحتية بسبب تداعيات الحرب.
وتوقع أن يشهد الصيف القادم حركة سياحية داخلية نشطة باتجاه إدلب، التي تضم مناطق استجمام بأسعار مناسبة لمختلف الشرائح، كما في دركوش الواقعة على ضفاف نهر العاصي، والتي تحولت إلى محطة سياحية رئيسية، يشهد على ذلك التطور العمراني الملحوظ وافتتاح المزيد من المسابح والشاليهات والمقاهي على الطريق المؤدي إلى عين الزرقا، التي تجذب بدورها عشاق السياحة الطبيعية.
وذكر أحد أطباء حماة لـ "الوطن" أنه نظم رحلة سياحية لزملائه شملت بكفلا على ضفاف النهر الأبيض بالقرب من جسر الشغور، حيث استمتعوا بالمناظر الطبيعية الخلابة وتناولوا وجبات السمك الطازج في أحد المطاعم المنتشرة على ضفاف النهر، ثم زاروا نبع العدوسية في بلدة بداما، قبل العودة إلى منتجع حمام الشيخ عيسى الذي بدأ يستعيد مكانته كوجهة سياحية وعلاجية بفضل مياهه المعدنية الكبريتية، مع وجود شاليهات مفروشة تحتاج إلى ترميم لتتناسب مع الدور المستقبلي للمنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، يحرص منظمو الرحلات السياحية وزوار اليوم الواحد على زيارة مولات بلدة الدانا المتخصصة في عرض الملابس والسلع المختلفة، والتي تضم مطاعم ومقاه راقية تجذب زوار إدلب، المحافظة التي أصبحت من أهم الوجهات السياحية بعد تحرير البلاد.
