إدلب-سانا: مع بداية العام الدراسي الجديد في 21 أيلول، يواجه آلاف الأطفال في ريف إدلب الجنوبي خطر الحرمان من التعليم بسبب الدمار الذي لحق بالمدارس نتيجة للأحداث التي شهدتها المنطقة. تحولت العديد من المدارس إلى أنقاض في بلدات وقرى مثل حزارين وخان السبل ومعرة النعمان، مما يهدد مستقبل جيل كامل.
أكد الأهالي لمراسل سانا أنهم يواجهون تحديات كبيرة في تعليم أبنائهم، حيث أن ترميم مدرسة واحدة في كل قرية غير كافٍ لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الطلاب. هذا الوضع دفع بعض العائلات إلى التفكير في العودة إلى المخيمات أو إرسال أبنائهم إلى قرى بعيدة، مما يزيد الأعباء المادية ويعرض الأطفال للمخاطر.
التربية: 150 مدرسة بالخدمة للعام الدراسي الحالي
أوضح مازن قيطاز، مشرف المجمع التربوي في معرة النعمان، أن الحاجة إلى توفير عدد كافٍ من المدارس أظهر العجز التعليمي، مشيراً إلى أن العديد من المدارس تعاني من تصدعات خطيرة تهدد حياة الطلاب، في حين أن مدارس أخرى مدمرة بالكامل. وأضاف أنه تم تجهيز 87 مدرسة خلال العام الدراسي الماضي، وزاد العدد إلى 150 مدرسة هذا العام، لكن الاحتياج الفعلي لا يزال أكبر، خاصة فيما يتعلق بتوفر المقاعد والكتب وبعد المدارس عن أماكن سكن الطلاب، بالإضافة إلى وجود ذخائر غير منفجرة بالقرب من بعض المدارس.
أكد قيطاز أن هذه التحديات تعيق توفير التعليم المناسب لأبناء هذه المناطق في ريف إدلب. وعلى الرغم من جهود محافظة إدلب ومديرية التربية لإعادة تأهيل المدارس، إلا أن استمرار هذه العوائق قد يؤدي إلى ارتفاع نسب الأمية وحرمان جيل كامل من فرص بناء مستقبل أفضل.
يرى مختصون أن الحل يكمن في تدخل عاجل من المنظمات الإنسانية والدولية لدعم مشاريع إعادة تأهيل المدارس وتوفير بدائل تعليمية آمنة بشكل مؤقت، مثل الكرفانات أو الخيم الصفية، لحين تنفيذ خطط ترميم شاملة تعيد للطلاب حقهم في بيئة تعليمية آمنة.
وكانت وزارة التربية والتعليم قد أعلنت الانتهاء من ترميم وإعادة تأهيل 531 مدرسة في مختلف المحافظات حتى الآن، منها 205 مدارس في محافظة إدلب، وتعمل حالياً على ترميم 676 مدرسة في مختلف المحافظات، منها 267 مدرسة في محافظة إدلب.