الإثنين, 24 نوفمبر 2025 07:38 PM

إسرائيل تستعد لرد حزب الله المحتمل بعد اغتيال الطبطبائي وتضع 4 سيناريوهات محتملة

إسرائيل تستعد لرد حزب الله المحتمل بعد اغتيال الطبطبائي وتضع 4 سيناريوهات محتملة

تترقب إسرائيل رد فعل "حزب الله" المحتمل على خلفية اغتيال هيثم الطبطبائي، "قائد أركانه"، وتستعد في الوقت ذاته لتصعيد هجماتها على الأراضي اللبنانية.

وكانت تل أبيب قد اغتالت الطبطبائي وأربعة عناصر آخرين من الحزب في غارة استهدفت الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت يوم الأحد.

تأتي عملية الاغتيال هذه في ظل حديث مسؤولين إسرائيليين منذ أسابيع عن احتمالية نشوب حرب طويلة الأمد أو قتال يستمر لأيام.

يذكر أن إسرائيل بدأت عدوانًا على لبنان في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والذي تحول إلى حرب شاملة في سبتمبر/ أيلول 2024، وأسفر عن استشهاد أكثر من 4 آلاف شخص وإصابة نحو 17 ألفًا آخرين.

وعلى الرغم من وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، لم تتوقف الهجمات الإسرائيلية اليومية على جنوب لبنان، وأحيانًا على مناطق في البقاع والضاحية الجنوبية.

إلا أن هذه الهجمات لم تلق ردًا من "حزب الله"، لكن اغتيال قيادي بارز مثل الطبطبائي دفع إسرائيل إلى اتخاذ استعدادات تحسبًا لأي رد فعل.

وفي هذا السياق، صرح نائب رئيس المجلس السياسي في "حزب الله"، محمود قماطي، يوم الأحد، بأن الطبطبائي كان "شخصية جهادية أساسية"، وأن قيادة الحزب ستدرس كيفية الرد على عملية الاغتيال.

**خيارات "حزب الله" المحتملة**

أشار المراسل العسكري في إذاعة الجيش الإسرائيلي، دورون كادوش، يوم الاثنين، إلى أنه "بعد تقييم الوضع في الجيش، يقدر الخبراء أن هناك عدة خيارات متاحة أمام حزب الله للرد".

وأوضح كادوش أن هذه الخيارات تتضمن: "أولاً، إطلاق وابل من الصواريخ على الجبهة الداخلية (إسرائيل)، وهو ما استدعى رفع مستوى التأهب لمنظومة الدفاع الجوي في الشمال".

وأضاف: "ثانيًا، محاولة التسلل إلى داخل الأراضي الإسرائيلية أو إلى مواقع الجيش الإسرائيلي في لبنان".

و"ثالثًا، تحريض جماعة "أنصار الله" (في اليمن) لشن هجوم على إسرائيل، خاصة وأن الطبطبائي كان مقربًا جدًا منهم، ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن الحوثيين سيحاولون الرد"، بحسب كادوش.

وتابع كادوش: "رابعًا، ربما يختار حزب الله عدم الرد على الإطلاق".

وأردف أنه "في الوقت نفسه، يواصل الجيش الإسرائيلي الاستعداد لـ"جولة إضعاف حزب الله"، وسيواصل هجماته في لبنان لمنع الحزب من استعادة قوته".

**معضلة إسرائيل**

تزعم تل أبيب أن "حزب الله" استمر في الأشهر الأخيرة في تعزيز صفوفه وإعادة بناء قوته، على الرغم من الهجمات الإسرائيلية اليومية.

وقال المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوآف زيتون: "يقول كبار الضباط إن الهجوم الإسرائيلي شبه اليومي لم يوقف التعزيز العسكري لحزب الله، خاصة في القرى البعيدة عن الحدود".

وتابع: "كما لم توقفه التوغلات البرية التي نفذتها قوات فرقة الجليل، وبلغ عددها نحو 1200 توغل خلال العام الماضي".

وأوضح أن التوغلات "نُفذت في 21 قرية، معظمها شيعية، على خط المواجهة في جنوبي لبنان".

و"نفذت قوات الجيش في هذه التوغلات دوريات علنية وسرية وكمائن ودمرت مباني وبنى تحتية معادية لم تُكتشف" خلال الحرب الأخيرة، بحسب زيتون.

وأردف: "وتيرة العمليات كانت غير مسبوقة على طول الحدود، وراوحت بين ثلاث إلى خمس غارات يوميًا، وامتدت من ثلاثة إلى خمسة كيلومترات داخل لبنان".

واستطرد: "تمكن الجيش من تنفيذ هذه المهام البرية قرب الحدود دون أي احتكاك يُذكر، وهي عمليات تُشبه في نطاقها العمليات الليلية في الضفة الغربية".

واعتبر أن الجيش الإسرائيلي أبقى هذه الأرقام سرية طوال العام الماضي، لتجنب استفزاز "حزب الله"، رغم أنه "على دراية كاملة بكل عملية".

ويرى زيتون أن الجيش الإسرائيلي قد يواجه معضلة في حال قرر تنفيذ عملية استباقية في لبنان.

وأرجع ذلك إلى أن "حزب الله" قد يرد بإطلاق صواريخ على حيفا وتل أبيب، وطائرات مسيرة متفجرة على الجليل وأخرى تستهدف مواقع استراتيجية في الشمال.

وشدد على أن "حزب الله لا يزال يمتلك ما يكفي من هذه الأنظمة، حتى بعد فقدانه العديد من كبار قادته".

**قاسم والقادة الشباب**

ووفقًا للخبير بشؤون الشرق الأوسط في جامعة حيفا، أماتزيا بارام، في حديث لصحيفة "معاريف"، فإن "السؤال الرئيس الذي يشغل صناع السياسات الآن هو كيف سيرد حزب الله؟".

وأضاف: "السؤال هو إذا ما كان (الأمين العام لحزب الله نعيم) قاسم سيتمكن من الاستمرار في سياسة ضبط النفس، فالقادة الشباب يريدون الرد علينا بالنار. لذلك، من المستحيل معرفة كيف سيردون".

ورأى بارام أن "حزب الله لديه ثلاثة خيارات: عدم الرد ومواصلة إعادة بناء نفسه عسكريًا، أو مهاجمة المواقع العسكرية الإسرائيلية (بجنوب لبنان)، أو مهاجمة البلدات الإسرائيلية الحدودية".

واعتبر أن "الأقل احتمالًا هو هجوم واسع النطاق على مدن نهاريا وعكا وحيفا، ومهاجمة أهداف خارج إسرائيل ممكنة أيضًا، لكنها ستستغرق وقتًا".

وفي خرق للاتفاق، تواصل إسرائيل احتلال 5 تلال لبنانية في الجنوب استولت عليها في الحرب الأخيرة، ما يضاف إلى مناطق لبنانية أخرى تحتلها منذ عقود.

وبالإضافة إلى الأراض اللبنانية المحتلة، تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي سورية، وترفض الانسحاب وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

مشاركة المقال: