الإثنين, 2 يونيو 2025 11:25 AM

إسرائيل تعرقل زيارة وفد عربي إلى رام الله: مساعي نتنياهو لابتزاز سياسي وتجاهل لوساطة مصر والأردن

إسرائيل تعرقل زيارة وفد عربي إلى رام الله: مساعي نتنياهو لابتزاز سياسي وتجاهل لوساطة مصر والأردن

كشفت مصادر فلسطينية عن استمرار الرفض الإسرائيلي القاطع لدخول الوفد العربي إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية، للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر المقاطعة.

أكدت المصادر في تصريحات خاصة أن قرار منع دخول الوفد العربي إلى الضفة الغربية صدر بأمر مباشر من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي يسعى لتحقيق مكاسب سياسية قبل السماح للوفد بالدخول.

أفادت المصادر بأن مكتب نتنياهو تجاهل اتصالات الأردن ومصر بشكل كامل، ويعمل حاليًا على تعطيل الموافقة على الزيارة، رغم الجهود المبذولة من أطراف عربية وأوروبية لتمكين الوفد العربي، برئاسة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، من الوصول إلى رام الله.

أوضحت المصادر أن الساعات القادمة ستكون حاسمة، وإذا لم يحصل الوفد العربي على الموافقة الرسمية من إسرائيل، فمن المرجح إلغاء الزيارة والاكتفاء بزيارة الأردن فقط. كما توقعت أن تكون الموافقة مشروطة بشروط مجحفة قد يرفضها الوفد، مما يؤدي إلى إلغاء الزيارة التي تعتبر هامة في ظل التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية.

أكد مصدر سعودي لشبكة CNN أن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان سيتوجه إلى الضفة الغربية غدًا الأحد للقاء الرئيس عباس.

في سياق متصل، صرح مسؤول إسرائيلي لـ CNN يوم الجمعة بأن إسرائيل "لن تتعاون" مع خطط السلطة الفلسطينية لاستضافة وفد من وزراء الخارجية العرب بقيادة سعودية في رام الله، واصفًا الاجتماع بأنه "استفزازي"، ومؤكدًا أن بلاده "لن تسمح بتحركات تهدد أمنها".

طالب المسؤول الإسرائيلي السلطة الفلسطينية بـ "الالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل"، دون تحديد أي اتفاقيات.

من جهة أخرى، ذكر موقع "واللا" العبري أن الحكومة الإسرائيلية قررت منع وزراء الخارجية العرب من دخول رام الله.

كما نقلت قناة "كان 11" العبرية عن مصادر في الخارجية الإسرائيلية أن السلطة الفلسطينية تستعد لاستضافة اجتماع لوزراء الخارجية العرب لمناقشة إقامة دولة فلسطينية.

وأضافت المصادر: "إسرائيل لن تسمح بدخول وفد يضم وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات والأردن… لن نسمح بإنشاء دولة إرهاب في قلب إسرائيل".

وكان مسؤول فلسطيني رفيع قد ذكر أن وفدًا وزاريًا عربيًا سيزور رام الله غدًا الأحد لبحث الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والتحضير لمؤتمر نيويورك بشأن حل الدولتين.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد المجدلاني، في وقت سابق الجمعة إن "وفدًا من وزراء خارجية عدد من الدول العربية سيصل مدينة رام الله الأحد المقبل"، مبينًا أن الوفد كان سيضم وزراء الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، والمصري بدر عبد العاطي، والأردني أيمن الصفدي، والقطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، والإماراتي عبد الله بن زايد.

وأشار المجدلاني إلى أن هناك حديث عن أن يضم الوفد أيضا وزير الخارجية التركي هاكان فيدان.

وقال إن زيارة اللجنة الوزارية المنبثقة عن قمة الرياض العربية الإسلامية التي يترأسها وزير الخارجية السعودي، كانت مقررة قبل عدة أشهر وجرى تأجيلها في حينه.

وبين أن "الزيارة تحمل رسالة دعم وإسناد لدولة فلسطين، والقيادة الفلسطينية، وتحمل رسالة الموقف العربي الإسلامي الرافض للممارسات الإسرائيلية وحرب الإبادة في قطاع غزة، والتطهير العرقي في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية".

وكان من المقرر أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالوفد، إلى جانب عدد من المسؤولين الفلسطينيين.

وقال المجدلاني إن الزيارة تأتي أيضا تحضيرا للمؤتمر الدولي للسلام منتصف الشهر المقبل في نيويورك بقيادة السعودية وفرنسا.

وأضاف "سيؤكد الوفد على دعم الدول العربية للمؤتمر ولتعزيز المسار الدولي لحل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين".

وشدد على أن "على رأس جدول الأعمال، وقف حرب الإبادة والتدمير الإسرائيلية، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات، والانسحاب الإسرائيلي، وبسط السيطرة للحكومة الفلسطينية على قطاع غزة".

وتترأس السعودية وفرنسا بشكل مشترك "المؤتمر الدولي رفيع المستوى من أجل تسوية سلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين" والذي سيعقد في مدينة نيويورك الأميركية، خلال الفترة الممتدة بين 17 و20 حزيران/ يونيو المقبل؛ وفق الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة.

ويعاني قطاع غزة أزمة إنسانية وإغاثية كارثية منذ أن أغلقت إسرائيل المعابر في 2 آذار/ مارس، مانعة دخول الغذاء والدواء والمساعدات والوقود، بينما يصعد جيشها حدة الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق أهالي القطاع.

مشاركة المقال: