الإثنين, 23 يونيو 2025 07:10 PM

إسرائيل قلقة بشأن "اليوم التالي" بعد الضربة الأمريكية المحتملة على إيران

إسرائيل قلقة بشأن "اليوم التالي" بعد الضربة الأمريكية المحتملة على إيران

في تطور محوري للحرب الإسرائيلية على إيران، تدخلت الولايات المتحدة بشكل مباشر عبر ضربة عسكرية مركزة استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، وبالتحديد منشأة فوردو الحساسة. الضربة الأمريكية، التي وصفها رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير بأنها "دقيقة وفتاكة ورائعة"، جاءت تتويجاً لتنسيق وثيق بين واشنطن وتل أبيب، اعتبرته إسرائيل "رصيداً استراتيجياً هاماً".

أفادت "القناة 11" العبرية بأن إسرائيل أُبلغت مسبقاً بالضربة وشاركت في نقاشات مفصلة حول أهدافها وسيناريوهات الرد الإيراني، بينما تم تنظيم إحاطة إعلامية زائفة تحدثت عن "خلافات" داخل "البيت الأبيض".

عقب الضربة، ركز الإعلام الإسرائيلي على تحليل أبعادها وتقدير انعكاساتها. ذكرت "قناة i24" العبرية أن التقديرات الاستخبارية تشير إلى أن "إيران أعدت نفسها لحرب قد تمتد بين شهرين وستة أشهر". ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر أمنية رفيعة أن "إسرائيل لا تمانع وقف إطلاق النار فوراً إذا أبدى المرشد الإيراني علي خامنئي رغبته في ذلك"، محذرة من أن "احتمالات الدخول في مفاوضات تبقى ضئيلة جداً"، ما يعكس خشية إسرائيلية من الانجرار إلى حرب استنزاف مفتوحة.

ترى سيما شاين، الباحثة في الشأن الإيراني في "معهد دراسات الأمن القومي" الإسرائيلي، أن طهران تواجه معضلة في كيفية الرد دون توسيع التدخل العسكري الأمريكي. وتشير إلى احتمال لجوء إيران إلى خطوات تصعيدية دبلوماسية مثل طرد مفتشي "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" أو الانسحاب من "معاهدة عدم الانتشار"، بالإضافة إلى تحريك حلفائها، وعلى رأسهم حركة "أنصار الله" في اليمن، لإغلاق مضيقي هرمز وباب المندب. وتوقعت شاين "استمرار الضربات إلى أن يتم التوصل إلى قرار سياسي أو عسكري بوقف إطلاق النار" في المواجهة المباشرة مع إسرائيل.

أشار داني سيترينوفيتش، الباحث في المعهد نفسه، إلى أن إيران كان لديها متسع من الوقت للاستعداد للهجوم الأمريكي، مرجحاً أنها "نجحت في نقل أجزاء من أجهزة الطرد المركزي والمواد المخصبة، ما يعني أن قدراتها النووية لم تُستنزف بالكامل رغم الضربة"، مما يثير شكوكاً حول فاعلية العملية على المستوى الاستراتيجي.

قدم المراسل العسكري في "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشع، قراءة تفصيلية للوضع، مشيراً إلى أن إسرائيل تعمل حالياً على تقييم حجم الأضرار التي لحقت بمنشأة "فوردو" وتأثيرها في تأخير البرنامج النووي الإيراني. وتساءل عن الحاجة إلى خطوات إضافية، مثل محاولة تغيير النظام الإيراني، لكنه أكد أن الخيار المطروح حالياً هو "نموذج لبنان"، أي منح إسرائيل "حرية العمل لضرب أي عملية تسليح إيرانية مستقبلاً"، بما يشمل الصواريخ الباليستية والبرنامج النووي، وهو ما تعتبره تل أبيب الإطار الأنسب لإنهاء الحرب.

تساءل المحلل العسكري في "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، عن مدى نجاعة الضربة الأمريكية وتداعياتها، متسائلاً: هل عُطّلت منشأة "فوردو" بالكامل؟ هل تحتاج إسرائيل إلى تنفيذ عمليات إضافية؟ وهل تتجه إيران إلى إغلاق مضيق هرمز أو مهاجمة قواعد أمريكية في الخليج؟ كما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الضربة خطوة لمرة واحدة أم مقدمة لانخراط أمريكي شامل في الحملة الإسرائيلية، مشيراً إلى أن تداعيات العملية على الأسواق العالمية، خصوصاً سوق النفط، لم تظهر بعد، وأن افتتاح البورصة سيكون مؤشراً أولياً على حجم التأثر الاقتصادي. كما لم يستبعد أن يدفع الهجوم لاعبين دوليين مثل روسيا والصين إلى الضغط على إيران، أو أن تعود الأزمة إلى "مجلس الأمن" في حال توسع نطاقها.

أشار الجنرال المتقاعد، عاموس يادلين، في مقالة نشرها على موقع "القناة 12" العبرية، إلى أن العملية العسكرية هدفت إلى "إلحاق ضرر بالغ بالبرنامج النووي والصاروخي الإيراني، وإلى زعزعة قدرة طهران على دعم وكلائها في المنطقة". واعتبر أن هذه الخطوة ينبغي أن تُستثمر من أجل الوصول إلى "اتفاق أفضل"، مشدداً على ضرورة المحافظة على التزام الولايات المتحدة أمن إسرائيل ومنع إيران من امتلاك سلاح نووي، على الرغم من ما وصفه بـ "تصاعد نفوذ التيارات الانعزالية داخل واشنطن".

حول الخيارات المتاحة أمام إسرائيل، طرح يادلين ثلاثة سيناريوهات: الأول، الاكتفاء بالإنجاز العسكري الحالي والسعي لإنهاء الحرب سريعاً، على الرغم من محدودية نتائجها على المدى الطويل؛ الثاني، التصعيد عبر توسيع بنك الأهداف، بما يشمل البنى التحتية الإيرانية ومراكز القيادة، من دون وجود خطة واضحة لإنهاء الحرب؛ والثالث، تعميق الإنجاز العسكري مع العمل في الوقت نفسه على بلورة تفاهمات لإنهاء الحرب بشروط تحفظ المكاسب وتردع إيران مستقبلاً، وهو السيناريو الذي يراه يادلين الأكثر توازناً، خاصة إذا استُهدف المدنيون الإسرائيليون، إذ يجب حينها توجيه ضربة مباشرة إلى رموز النظام في طهران.

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

مشاركة المقال: