الخميس, 11 سبتمبر 2025 06:29 PM

إطلاق حملة "دير العز" لإعادة إعمار دير الزور: هل تتحقق الطموحات بجمع 50 مليون دولار؟

إطلاق حملة "دير العز" لإعادة إعمار دير الزور: هل تتحقق الطموحات بجمع 50 مليون دولار؟

مساء اليوم الخميس، 11 أيلول، تنطلق في مدينة دير الزور شرقي سوريا حملة تبرعات تحت اسم "دير العز"، بهدف رئيسي هو إعادة إعمار المدينة وأحيائها التي دمرتها الحرب. تتوقع الحملة جمع أكثر من 25 مليون دولار، وتطمح إلى الوصول إلى 50 مليون دولار، وذلك بهدف إعادة الحياة الاقتصادية والخدمية إلى المدينة.

أهداف حملة "دير العز"

أوضح مصعب الحنت، مدير حملة "دير العز"، أن الهدف الأساسي هو جمع ما يزيد عن 25 مليون دولار لتوجيهها نحو دعم القطاع الصحي، والخدمات الأساسية، والتعليم في المدينة. وأكد أن الفعالية المركزية ستركز على تأهيل البنية التحتية لمدينة دير الزور، وإصلاح المرافق الحيوية، وتأمين فرص عمل جديدة. وأشار إلى أن تحقيق هذه الأهداف يعتمد على "همة ونخوة" أهالي دير الزور وعموم السوريين، مؤكدًا على التجاوب الإيجابي من المتبرعين.

عانت محافظة دير الزور خلال السنوات الماضية من حصار ومعارك متكررة، بالإضافة إلى سيطرة تنظيمات مختلفة، مما أدى إلى تدمير ما يزيد عن ثلثي البنية التحتية، وترك غالبية الأحياء بدون خدمات أساسية. وتهدف الحملة إلى "إعادة الروح للمدينة" وتعزيز التضامن بين سكانها، بحسب ما ذكره ناشطون والقائمون عليها.

ندى حسن الشويخ، من أهالي دير الزور، أعربت عن ثقتها بأن أهالي دير الزور لن يتوانوا في دعم محافظتهم، معربة عن أملها في أن تصل الأموال إلى "أيادٍ أمينة تضمن توجيهها للمكان الصحيح". ويقدر ناشطون من المدينة أن أكثر من 80% من البنية التحتية قد دُمرت نتيجة سنوات الحرب وسيطرة قوى متعددة. وتعد الحملة بإحياء الحركة الاقتصادية وتوفير فرص عمل.

حملات مشابهة في سوريا

تأتي حملة "دير العز" بعد حملات مماثلة نُظمت في مدن سورية أخرى، مثل حملة "أربعاء حمص" وحملة "أبشري حوران"، اللتين استهدفتا إعادة الإعمار وتحسين الظروف المعيشية، من خلال تبرعات من أهالي المدن أنفسهم أو من الخارج، وبدعم ورعاية من الحكومة السورية ومنظمات المجتمع المدني.

يُذكر أن حملة "أبشري حوران" التي انطلقت في درعا في 30 آب الماضي، تجاوزت قيمة التبرعات فيها 37.3 مليون دولار، وفقًا للموقع الرسمي للحملة. وكان من أبرز المتبرعين الملياردير السوري موفق قداح، الذي تبرع بمبلغ 10 ملايين دولار.

من جانبها، أقامت محافظة حمص ووزارة الثقافة، بالتعاون مع فريق "ملهم" التطوعي، مؤتمر "أربعاء حمص" في 13 آب الماضي، بهدف عرض مشاريع تنموية قابلة للتمويل تلبي احتياجات المدينة في قطاعات المياه والتعليم والخدمات العامة. ووصل إجمالي التبرعات التي تم جمعها في المؤتمر إلى حوالي 13 مليون دولار، بحسب ما نشره فريق ملهم التطوعي عبر حسابه في "فيسبوك".

صندوق التنمية السوري

في سياق متصل، أطلقت الحكومة السورية في 4 أيلول الحالي "صندوق التنمية السوري"، بحضور الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، الذي أكد أن الصندوق يمثل بداية مرحلة جديدة من البناء والإعمار. وأشار إلى أن "النظام البائد دمر الاقتصاد ونهب الأموال وشرد الشعب"، وأن الصندوق سيكون خطوة نحو "إعادة النازحين والمهجرين إلى أرضهم".

ودعا الشرع السوريين في الداخل والخارج إلى المساهمة في تمويل مشروعات الصندوق، معتبرًا أن المشاركة في إعادة الإعمار "شرف لكل مواطن". وأكد أن الصندوق سيحظى بشفافية عالية، متعهدًا بالإفصاح عن كل ليرة تُنفق ضمن مشاريع استراتيجية. وجمعت الحكومة السورية مبلغًا تجاوز 60 مليون دولار خلال حفل إطلاق الصندوق.

مشاركة المقال: