قرر سلاح الجو في جيش العدو الإسرائيلي إنهاء عمل منظومة «تل شميم»، وهو المنطاد العملاق للمراقبة الجوية الذي تمركز في الجليل الأسفل شمال فلسطين المحتلة. يأتي هذا القرار بعد حوالي عام ونصف من استهداف المنطاد بشكل مباشر من قبل حزب الله خلال معركة إسناد غزة في أيار من العام الماضي. وكانت المقاومة قد أعلنت في ذلك الوقت عن استهداف المنطاد بواسطة طائرات مسيّرة، في عملية وثقها «الإعلام الحربي» بمشاهد أظهرت تعطله وسقوطه.
مع إغلاق المنظومة، يطوى مشروع أمني تم الترويج له على أنه أحد أعمدة الرصد الجوي الإسرائيلي. بلغت تكلفة المشروع مئات ملايين الشواقل، وكان من المفترض أن يمنح سلاح الجو قدرة إضافية على رصد الصواريخ الجوّالة والطائرات المسيّرة.
بعد فشل المشروع، جرى إعادة توزيع الجنود العاملين في هذه الوحدة على مواقع أخرى ضمن وحدات المراقبة الإسرائيلية. وأعلن مكتب المتحدث باسم جيش الاحتلال أن «وجهة استخدام الوحدة قيد الدراسة حالياً، فيما يواصل الجنود الخدمة في مواقع مختلفة بحسب تدريباتهم وقدراتهم».
منذ بداية تشغيله، أثار المنطاد العديد من التساؤلات حول فعاليته، خاصة في ظل تحديات الطقس وصعوبة صيانته نتيجة تعرضه المستمر للتهديدات، وهو ما ظهر لاحقًا في إصابته المباشرة. يُعرف النظام الراداري المرتبط بالمنطاد باسم «المستشعر المرتفع» أو Sky Dew، ويُستخدم على ارتفاعات شاهقة لرصد الصواريخ البعيدة المدى، والصواريخ الجوّالة، والطائرات المسيّرة، وفقًا لما أفاد به مسؤولون في كيان الاحتلال عند إطلاق المشروع.
على الرغم من امتلاك العدو لمجموعة من أنظمة الرادار، أُطلق مشروع «Sky Dew» بهدف تعزيز تلك القدرات، من خلال نشر أجهزة استشعار على ارتفاعات عالية لتقوية منظومة الإنذار المبكر والدفاع الجوي. وكان مدير منظمة الدفاع الصاروخي في كيان العدو، موشيه باتيل، قد وصف المشروع عند إطلاقه بأنه «تحدٍّ معقّد»، تم العمل عليه منذ نحو عقد، معتبرًا أن تشغيله «يُحدث تغييرًا في الواقع» عبر توفير قدرة استثنائية على الرصد المتعدد الاتجاهات لمواجهة التهديدات المتطورة.
وأضاف أن المنطاد «سيحلّق على ارتفاعات عالية ويوفّر مستوى غير مسبوق من القدرة على المراقبة». يمثل منطاد «Sky Dew» أحد أكبر مناطيد المراقبة الجوية من نوعه، وقد جرى تطويره ضمن مشروع مشترك بين منظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية ووكالة الدفاع الصاروخي الأميركية على مدى سنوات.
أوضح مدير الوكالة الأميركية، نائب الأدميرال جون هيل، أثناء إطلاق المنطاد أن المنظومة تهدف إلى دعم «التفوّق العسكري النوعي لإسرائيل»، وهو مصطلح تقني يُستخدم للدلالة على ضمان التفوّق العسكري للعدو في المنطقة.