الخميس, 25 سبتمبر 2025 02:52 PM

إيران ترفض التخلي عن تخصيب اليورانيوم وتعتبره "خطاً أحمر": الأسباب والتداعيات

إيران ترفض التخلي عن تخصيب اليورانيوم وتعتبره "خطاً أحمر": الأسباب والتداعيات

أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، رفض بلاده التخلي عن تخصيب اليورانيوم، معتبراً ذلك "خطاً أحمر" لا يمكن تجاوزه. ويأتي هذا الموقف في ظل الخلافات المستمرة مع الدول الغربية حول الملف النووي الإيراني، وقبل أيام من احتمال إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران.

وتستعرض وكالة فرانس برس الأسباب التي تدفع إيران إلى التمسك ببرنامجها النووي:

أهمية التخصيب بالنسبة لإيران:

يُوظّف القطاع النووي في إيران أكثر من 17 ألف شخص، وفقاً للمتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، بهروز كمالوندي. وأشار كمالوندي إلى أن الاستخدامات النووية تتجاوز توليد الطاقة، لتشمل مجالات الصحة (الكشف عن السرطان)، والزراعة (مكافحة الطفيليات)، والتقنيات المتقدمة.

تستخدم محطات الطاقة النووية اليورانيوم المنخفض التخصيب (3-5%)، بينما قد تصل نسبة التخصيب في بعض مراكز الأبحاث، خاصة في طهران، إلى 20%. ويعتبر تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% أو أكثر خطوة متقدمة نحو الاستخدامات العسكرية.

تنفي طهران سعيها لامتلاك أسلحة نووية، وتؤكد أن تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% يأتي كرد فعل على انسحاب الولايات المتحدة، في عهد الرئيس دونالد ترامب، من الاتفاق النووي عام 2018، المعروف رسمياً بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة".

لماذا يعتبر التخلي عن التخصيب "خطاً أحمر"؟

تطالب إدارة ترامب إيران بالتخلي عن التخصيب لاستئناف المحادثات النووية. وكان اتفاق 2015 قد حدد سقف التخصيب عند 3.67% مقابل رفع العقوبات عن إيران.

وأكد خامنئي أن إيران أوفت بالتزاماتها، بينما لم ترفع الولايات المتحدة وأوروبا العقوبات ولم يفوا بوعودهم. ويعني التخلي عن التخصيب قبول شروط أقل ملاءمة من شروط اتفاق 2015.

تتمسك إيران بـ"حقها" في برنامج نووي مدني بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي. ورغم احتياطياتها الكبيرة من المحروقات، تعاني إيران من انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، وتعتبر الطاقة النووية حلاً لتعويض نقص الطاقة.

تاريخ البرنامج النووي الإيراني:

يعود البرنامج النووي الإيراني إلى الخمسينات، حيث وقعت إيران في عهد الشاه محمد رضا بهلوي برنامج تعاون مدني مع الولايات المتحدة عام 1957. وفي عام 1970، صادقت إيران على معاهدة حظر الانتشار النووي.

في عام 1974، أطلق الشاه برنامجاً طموحاً لبناء محطات طاقة لإنتاج وتصدير الكهرباء. وبدأت شركة "سيمنز" الألمانية في بناء أول محطة نووية في بوشهر، لكن الأعمال توقفت عام 1979 بسبب الثورة الإسلامية والحرب الإيرانية العراقية.

أسباب انعدام الثقة بالبرنامج النووي الإيراني:

في عام 2002، كشفت صور الأقمار الاصطناعية عن موقعين نوويين سريين في أراك ونطنز. وفي عام 2003، كشفت الأمم المتحدة عن آثار يورانيوم مخصب في نطنز. واشتبهت الدول الغربية في سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية، وهو ما نفته طهران بشدة.

في عام 2006، أعلنت إيران أنها نفذت أول عملية لتخصيب اليورانيوم بنسبة 3.5%، ثم 4.8%. وفي عام 2009، رفعت طهران مستوى التخصيب إلى 20%. وتراجع التوتر في عام 2015 بعد التوصل إلى اتفاق تاريخي مع القوى الكبرى.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم

مشاركة المقال: