أعلنت المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، الخميس، عن زيادة "كبيرة" في إنتاج اليورانيوم المخصب، وذلك بعد أن خلصت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن طهران "لا تمتثل" لالتزاماتها.
وقال الناطق باسم المنظمة، بهروز كمالوندي، إن إيران ستستبدل جميع أجهزة الجيل الأول بأجهزة متطورة من الجيل السادس في محطة فوردو لتخصيب اليورانيوم جنوب طهران، مما يعني زيادة كبيرة في إنتاج المادة المخصبة.
كما أعلنت إيران عن إنشاء مركز جديد لتخصيب اليورانيوم في "مكان آمن"، واستبدال أجهزة الطرد المركزي القديمة في منشأة فوردو بأخرى من الجيل السادس الأسرع في التخصيب.
أدانت وزارة الخارجية وهيئة الطاقة الذرية الإيرانيتين، في بيان مشترك، قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد إيران.
جاء ذلك بعد اعتماد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارًا يدين "عدم امتثال" إيران لالتزاماتها النووية، في تحذير جديد قبل إحالة الملف إلى الأمم المتحدة.
أيدت النص الذي أعدته لندن وباريس وبرلين وواشنطن 19 دولة من أصل 35، فيما رفضت الصين وروسيا وبوركينا فاسو النص، وامتنعت 11 دولة عن التصويت.
تأتي هذه الخطوات في إطار مساعٍ بدأت قبل سنوات لتقييد نشاطات إيران النووية، وسط مخاوف غربية من سعي طهران لتطوير أسلحة نووية، وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلامية.
وقبيل التصويت، هددت طهران بـ"الرد بقوة" عن طريق تقليص تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حال تبني القرار.
يهدف القرار إلى زيادة الضغط على إيران، ويأتي في خضم مباحثات بين إيران والولايات المتحدة بوساطة عُمان.
أجرى البلدان خمس جولات تفاوض منذ نيسان/أبريل سعيًا إلى إيجاد بديل لاتفاق 2015 الذي هدف إلى كبح برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.
وتتصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وهددت إيران باستهداف قواعد عسكرية أميركية في المنطقة في حال اندلاع نزاع.
ومن المقرر إجراء جولة جديدة من المحادثات بشأن الملف النووي في مسقط الأحد.
يدعو القرار الذي اعتمدته الوكالة إيران إلى "العمل بشكل عاجل على إصلاح مسألة عدم امتثالها" لالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي.
كما يعبر القرار عن "أسفه العميق" لأن طهران "رغم النداءات المتكررة من مجلس المحافظين والفرص العديدة المُتاحة… لم تتعاون بشكل كامل مع الوكالة".
واعتبر القرار أن "عجز الوكالة الدولية للطاقة الذرية… عن تقديم ضمانات بأن البرنامج النووي الإيراني سلمي حصرا، يثير تساؤلات تقع ضمن اختصاص مجلس الأمن الدولي".
تسعى الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ سنوات للحصول على توضيحات بشأن مواد ومعدات نووية عُثر عليها في مواقع غير مُعلنة.
كما سرّعت طهران في الأشهر الأخيرة إنتاج اليورانيوم القريب من مستوى الاستخدام في الأسلحة النووية.
تراجعت إيران تدريجيا عن التزاماتها الواردة في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع دول غربية.
دانت فرنسا "بشدة" إعلان إيران عزمها بناء منشأة جديدة وزيادة انتاجها من اليورانيوم المخصّب، معتبرة ذلك مؤشرا على سعي طهران "المتعمد للتصعيد النووي".