إيران تعيد تموضع قواتها وتحركاتها بعد استهداف مواقعها من قِبل التحالف الدولي

كشفت مصادر متطابقة عن تغييرات في مواقع انتشار الميليشيات التابعة لإيران داخل سوريا، مع تقارير عن استهدافات عسكرية متزايدة في المنطقة. فقد شنت قوات التحالف الدولي، المتمركزة في قاعدة "كونيكو" للغاز بريف دير الزور، قصفًا مدفعيًا على مواقع متعددة تخضع لسيطرة ميليشيات النظام السوري وإيران في القرى السبع. وشملت الأهداف مناطق مثل محيط مطار دير الزور العسكري، ومقر الفرقة 17 في الجفرة، إلى جانب مواقع أخرى في خشام، طابية، ومراط، ومنصة صواريخ في إحدى المدارس الابتدائية بخشام.
في سياق متصل، ذكرت وكالة الأناضول التركية أن "حزب الله" اللبناني قلّص وجوده العسكري في سوريا عقب الهجمات الإسرائيلية على لبنان، حيث بدأ الحزب إعادة عناصره القتالية إلى لبنان ونقل عائلاتهم إلى سوريا عبر طرق غير تقليدية، بعد استهداف إسرائيل لمعبر المصنع الحدودي بين البلدين. كما أشارت تقارير إلى انتقال ميليشيات الحشد الشعبي العراقية إلى المواقع التي انسحب منها "حزب الله"، مع انتشار بعض عناصرها داخل سوريا وعبور آخرين إلى لبنان بالطرق ذاتها.
على مستوى التحركات الإيرانية، أفاد موقع "دير الزور 24" بأن روسيا قامت بإخلاء جميع النقاط والمقرات التابعة لإيران قرب مطار دير الزور ومناطق أخرى، بالتزامن مع تقييد أنشطة الميليشيات الإيرانية وحزب الله من قبل النظام السوري بدعم روسي لتجنب المزيد من الضربات الإسرائيلية. وأثّر ذلك على ثقة القيادة الإيرانية وحزب الله بعناصرهما الميدانية، خاصة مع تقارير عن هروب بعض عناصر الميليشيات خوفًا من القصف الجوي. كما أشارت تقارير إلى استهدافات أمريكية في مارس الماضي أسفرت عن مقتل وإصابة عناصر من الميليشيات الإيرانية، بينهم قياديون.
من جهة أخرى، تعمل إيران على نقل تعزيزات عسكرية إضافية إلى مناطق سيطرتها في ريف دير الزور عبر الحدود مع العراق، مع تكثيف عمليات تسليح ونقل العناصر إلى هناك، بينما يستمر التحالف الدولي في تعزيز قواعده العسكرية في المنطقة لمواجهة تهديدات الميليشيات الإيرانية.
يرى بعض المحللين أن هذه التطورات بمثابة إعادة تموضع للقوى الإيرانية وحلفائها في سوريا، في ظل تصاعد الضغوط العسكرية والسياسية الإقليمية والدولية في المنطقة.