أجرى وزير الخارجية والمغتربين، أسعد الشيباني، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأمريكي، ماركو روبيو، حيث بحث الجانبان قضايا ذات اهتمام مشترك. وشملت هذه القضايا العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، وملف الأسلحة الكيميائية، والتدخل الإيراني في الشأن السوري، ومكافحة تنظيم "داعش"، والانتهاكات الإسرائيلية، بالإضافة إلى العلاقات الدبلوماسية الثنائية بين البلدين.
أكد الوزير الشيباني على تطلع سوريا للعمل مع الولايات المتحدة من أجل رفع العقوبات، وعلى رأسها قانون قيصر، مشيراً إلى أن استمرار هذا القانون يعيق قدرة الشركات والمستثمرين على الانخراط اقتصادياً في سوريا على المدى الطويل. كما تطرق الحديث إلى مشاركة رئيس الجمهورية، السيد أحمد الشرع، في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأمريكي أن الإدارة الأمريكية مستمرة في تنفيذ توجيهات الرئيس دونالد ترامب لرفع العقوبات المفروضة على سوريا، بما في ذلك العمل مع الكونغرس لإلغاء قانون قيصر خلال الأشهر المقبلة. واعتبر الوزير الأمريكي قرار ترامب بشأن سوريا قراراً تاريخياً من شأنه أن يعيد تشكيل مستقبل سوريا والمنطقة.
في سياق التعاون الثنائي، أعلن الجانبان عن التنسيق المشترك لإنشاء لجنة خاصة بملف الأسلحة الكيميائية، بمشاركة الدولتين.
وفيما يتعلق بالتهديد الإيراني في سوريا، أعربت دمشق عن قلقها المتزايد إزاء محاولات إيران التدخل في الشأن السوري، خاصة بعد الضربات التي تعرضت لها طهران مؤخراً. وقد شاركت الولايات المتحدة هذا القلق، محذرة من أن إيران، رغم انشغالاتها الحالية، لن تتوقف عن السعي لتغيير موازين القوى داخل سوريا.
وفي ملف مكافحة الإرهاب، أكد الطرفان أن تنظيم "داعش" لا يزال يشكل تهديداً فعلياً، وخاصة بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في دمشق مؤخراً. وأشارا إلى أن هذا الهجوم كان واحداً من عشرات الهجمات التي تمكنت الأجهزة السورية من إحباطها خلال الأشهر الماضية. وشددت واشنطن على أن "داعش" يمثل التهديد الأكبر حالياً للحكومة السورية، وأبدت التزامها بمشاركة المعلومات الاستخباراتية وبناء القدرات السورية في هذا المجال.
كما ناقش الجانبان الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الجنوب السوري، حيث أعرب الوزير الشيباني عن تطلع سوريا للتعاون مع الولايات المتحدة للعودة إلى اتفاق فض الاشتباك لعام 1974. وأكد نظيره الأمريكي أن أسوأ ما يمكن أن تشهده المنطقة هو انقسام سوريا أو عودتها إلى الحرب الأهلية.
وفي ختام الاتصال، عبّرت الولايات المتحدة عن رغبتها في إعادة فتح سفارتها في دمشق، موجهة دعوة رسمية لوزير الخارجية والمغتربين لزيارة واشنطن في أقرب وقت، في خطوة تؤكد وجود تحوّل ملموس نحو استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.