الأحد, 9 نوفمبر 2025 10:39 PM

ارتفاع أسعار الألبسة الشتوية يثقل كاهل المستهلك السوري مع تدهور القدرة الشرائية

ارتفاع أسعار الألبسة الشتوية يثقل كاهل المستهلك السوري مع تدهور القدرة الشرائية

مع اقتراب فصل الشتاء، يواجه المستهلك السوري تحديات متزايدة في تأمين الألبسة الشتوية، وذلك نتيجة لتذبذب سعر الصرف، وانخفاض قيمة الليرة السورية، وارتفاع معدلات التضخم، وتراجع القدرة الشرائية. هذه العوامل، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف المواد الأولية والاستيراد، ألقت بظلالها على أسعار الألبسة بشكل ملحوظ.

خلال جولة في أسواق دمشق، لوحظ ارتفاع في أسعار الألبسة الشتوية بنسبة تتراوح بين 30% و40% مقارنة بالعام الماضي. ففي سوق الصالحية الدمشقي، وصلت أسعار "الكنزات" الشتوية إلى ما بين 200 و250 ألف ليرة سورية، بينما بلغ سعر بنطال الجينز النسائي 200 ألف ليرة، وقد يصل إلى 300 ألف ليرة للأنواع المستوردة، وفقًا لأحد الباعة.

سهى الخباز، إحدى المواطنات، أكدت أن أسعار الألبسة ارتفعت بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي، حتى مع عروض التنزيلات على موديلات الموسم الماضي، فإن الأسعار لا تتناسب مع القدرة الشرائية للمواطن.

سامر محمود، صاحب محل لبيع ألبسة الأطفال، أشار إلى ضعف حركة البيع رغم العروض على موديلات الموسم الماضي، موضحًا أن موديلات الموسم الجديد مرتفعة نتيجة لارتفاع تكاليف المواد الأولية للصناعة المحلية، وكذلك بالنسبة للألبسة المستوردة. فعلى سبيل المثال، يتراوح سعر الكنزة الولادية بين 100 و150 ألف ليرة حسب النوع والجودة، بينما يتراوح سعر البنطال الولادي بين 90 و150 ألف ليرة، ويصل سعر الجاكيت الصوف إلى 200 ألف.

أسباب الارتفاع

تامر مهنا، صاحب أحد محلات بيع الألبسة، أوضح أن ارتفاع أسعار ألبسة الأطفال يعود إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب غلاء المواد الخام كالأقمشة والخيوط، وزيادة أسعار الطاقة كالكهرباء والوقود، وانخفاض قيمة الليرة السورية، بالإضافة إلى الضرائب والرسوم الجمركية المفروضة على المستوردات والتصنيع المحلي.

المشهد لا يختلف بالنسبة للألبسة الرجالية، حيث يباع الطقم الرجالي الجوخ في محلات الوكالات بسعر 850 ألف ليرة، بينما يباع في المحلات العادية ما بين 350 و400 ألف ليرة، وسعر القميص الرجالي يباع بسعر 180 ألف ليرة والبنطال بسعر 250 ألف ليرة.

في المقابل، تنتشر ألبسة "البالة" على نطاق واسع، حيث تباع القطعة حسب النوع ما بين 40 و100 ألف ليرة، مع غياب الرقابة على نظافتها ومصدرها.

أولويات المستهلك

المحلل الاقتصادي شادي سليمان أوضح أن انخفاض القدرة الشرائية مع انخفاض الأجور يجعلها لا تواكب التضخم، وبالتالي فإن ارتفاع الأسعار يجعل الكثيرين يتخلون عن شراء الألبسة الشتوية أو يقتصرون على الضروريات فقط. وأضاف أن أولويات المستهلك قد تغيرت مع اشتداد الأزمات، مما يجعل الأسر تميل لتوجيه الإنفاق نحو الحاجات الأكثر إلحاحًا، وقد يتم تأجيل شراء الكسوة الشتوية أو استبدالها بحلول أرخص، مثل إعادة تدوير الألبسة أو التوجه نحو الملابس المستعملة.

"الكسوة الشتوية" التي كانت طقسًا موسميًا لدى كثير من العائلات أصبحت تُعدّ عبئًا اقتصاديًا، مما يعزز الفوارق بين من يستطيع تحمل السعر ومن دخله منخفض.

المصدر: اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الثورة

مشاركة المقال: