السبت, 11 أكتوبر 2025 09:54 PM

ارتفاع الإيجارات في طرطوس يهدد أحلام الشباب ويعرقل المشاريع الصغيرة: معاناة مستمرة

ارتفاع الإيجارات في طرطوس يهدد أحلام الشباب ويعرقل المشاريع الصغيرة: معاناة مستمرة

يشهد قطاع العقارات في محافظة طرطوس تقلبات حادة في الأسعار، خاصةً فيما يتعلق بإيجارات المحال التجارية والشقق السكنية. هذا التفاوت الصارخ يشكل تحديًا كبيرًا للشباب الطامح لتأسيس مشاريعه الخاصة، ويزيد من الأعباء على الأسر في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة اليومية.

تعتبر طرطوس من أبرز الوجهات السياحية في سوريا، إلا أن أسعار الإيجارات فيها ترتفع بشكل غير متناسب مع متوسط الدخل الشهري للسكان. ووفقًا لمحمد خير، وهو ناشط مجتمعي من سكان طرطوس، تصل إيجارات بعض المحال التجارية في الأحياء الحيوية إلى ما لا يقل عن 5000 دولار أمريكي شهريًا، كما صرح لمنصة سوريا 24.

الشراكة بدلا من الإيجار الشهري

يوضح محمد خير أن إيجارات المحال التجارية في طرطوس مرتفعة للغاية، خاصة في السوق المركزي والمناطق ذات الحركة التجارية النشطة. ويشير إلى أن العديد من أصحاب المحال يفضلون عقودًا سنوية أو الدخول في شراكات مع المستأجرين بدلاً من الإيجار الشهري.

ويشرح آلية هذه الشراكات قائلاً: "الشراكة تعني أن يوفر صاحب المحل المكان، بينما يوفر المستأجر البضاعة والعمل، ثم يتم تقسيم الأرباح بنسبة متفق عليها". ويقدم مثالاً على ذلك، حيث توجه إليه أقاربه للاستفسار عن إمكانية فتح محل لبيع الملابس النسائية والرجالية في سوق التجار. وبعد البحث، وجدوا محلاً مغلقاً منذ فترة، واتصلوا بصاحبه الذي رفض تأجيره نقداً، وعرض عليهم بدلاً من ذلك الدخول في شراكة. وبعد مفاوضات طويلة لم تنجح، بقي المحل مغلقاً. ويضيف: "لو أرادوا استئجاره نقداً، لطلب منهم المالك 5000 دولار شهرياً على الأقل".

تكاليف السكن والمعيشة مرتفعة

لا يقتصر التفاوت في الأسعار على المحال التجارية فقط، بل يمتد ليشمل الإيجارات السكنية، التي تتراوح بين مليون ونصف المليون ليرة سورية وصولاً إلى خمسة ملايين ليرة شهرياً، وذلك بحسب الموقع والحي. ويعزو محمد خير هذا الارتفاع إلى الطابع السياحي للمحافظة، مما يجعلها من أغلى المحافظات السورية من حيث تكاليف السكن والمعيشة.

ويشير إلى أن نسبة كبيرة من سكان طرطوس هم موظفون أو متقاعدون من الجيش، مما يعني أن دخولهم الشهرية لا تتناسب مع هذه الأسعار المرتفعة. ويؤكد أن المصروف اليومي لعائلة عادية يتراوح بين 150 ألفاً و200 ألف ليرة سورية يومياً، موضحاً أن فنجان القهوة وحده قد يكلف 8000 ليرة.

الظروف الاقتصادية لا ترحم

يختتم محمد خير حديثه بنصيحة للشباب الطامحين: "إذا لم يكن لديك مبلغ كبير، فلا تأتي إلى طرطوس لافتتاح مشروع عمل، لأن الظروف الاقتصادية والأسعار هنا لا ترحم". ويعكس هذا الواقع أزمة أوسع تواجهها المشاريع الصغيرة والمتوسطة في المحافظة، حيث يصبح الحلم بامتلاك محل صغير أو مشروع ذاتي حلماً بعيد المنال، ما لم يتم توفير دعم مالي أو حلول تشريعية تخفف من عبء الإيجارات المرتفعة وتفتح الباب أمام طاقات الشباب الإنتاجية.

مشاركة المقال: