الخميس, 27 نوفمبر 2025 10:23 AM

احذروا النصب: منصات تداول وهمية تستنزف أموال السوريين عبر الإنترنت

احذروا النصب: منصات تداول وهمية تستنزف أموال السوريين عبر الإنترنت

في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع معدلات البطالة في سوريا، تنتشر إعلانات لمنصات تداول واستثمار على وسائل التواصل الاجتماعي، تُعرض كفرص استثمارية ذهبية لتحقيق أرباح سريعة. خبراء الأمن الرقمي يحذرون من أن معظم هذه المنصات وهمية وتعتمد على مخططات احتيالية تستهدف المستخدمين بأساليب تسويق متطورة وتقنيات متقدمة.

يقول عبد الرحمن شواخ، خبير الأمن الرقمي، في تصريح لـ “سوريا 24”: “الاحتيال في منصات التداول تطور وأصبح صناعة متكاملة تديرها فرق محترفة تستغل حاجة الناس للمال وتستخدم واجهات جذابة لإخفاء حقيقتها الاحتيالية”.

واجهة براقة تخفي شبكة احتيال

يوضح شواخ أن السيناريو يبدأ بإعلانات مكثفة على وسائل التواصل الاجتماعي تتضمن شهادات مزيفة لأشخاص يدّعون تحقيق أرباح كبيرة، بالإضافة إلى مواقع وتطبيقات مصممة باحترافية عالية لإضفاء المصداقية.

ويشير إلى أن الدعم الفني يكون في البداية سريع الاستجابة لكسب ثقة الضحية وإقناعه بأن المنصة مرخصة وقانونية.

الإيداع الأولي.. فخ الثقة

بعد الإغراء، يُطلب من المستخدم إيداع مبالغ صغيرة في البداية. ويوضح شواخ أن المحتالين يسمحون بسحب مبالغ بسيطة في البداية لإيهام المستخدم بأنه يتعامل مع منصة حقيقية، وهذا يشجع على إيداعات أكبر.

مضاعفة الإيداعات.. قبل الإغلاق

عندما يطمئن الضحية، تقنعه المنصة بزيادة الإيداع بحجة فتح مزايا جديدة أو زيادة الأرباح. ويضيف الخبير الرقمي: “ترسل هذه المنصات ما يسمى بالمستشار المالي، وهو شخص مدرب على الإقناع، يعرض على الضحية أرباحًا وهمية داخل التطبيق بهدف جمع أكبر مبلغ ممكن قبل الإغلاق”.

تعطيل السحب.. ثم الاختفاء الكامل

بعد جمع مبالغ كبيرة، يبدأ الانهيار التدريجي: يتوقف السحب بحجة الصيانة أو التحقق الأمني، يختفي الدعم الفني فجأة، ثم تُغلق المنصة أو تعود للظهور باسم جديد. هذه اللحظة هي التي يدرك فيها الضحايا أنهم وقعوا في فخ احتيالي محكم، كما يوضح شواخ.

كيف تكشف المنصة الاحتيالية؟

يقدم خبير الأمن الرقمي نصائح شاملة، حيث يشدد شواخ على ضرورة التحقق من السجل القانوني لأي منصة، من مقرها وترخيصها والجهة المالية التي تشرف عليها، إضافة إلى التأكد من وجود فريق معروف بأسماء حقيقية. غياب هذه المعلومات مؤشر واضح على الخطر.

ويؤكد أن أي منصة تقدم وعودًا بأرباح ثابتة أو سريعة أو مضاعفة خلال فترات قصيرة، أو تدعي تحقيق الربح دون مخاطرة، فهي احتيالية بشكل شبه مؤكد، لأن الأرباح المضمونة غير موجودة في أي استثمار حقيقي.

كما يلفت إلى ضرورة الحذر من المنصات التي تظهر الأرباح رقميًا فقط داخل التطبيق دون وثائق أو فواتير أو إثباتات تداول أو إمكانية ربط الحساب بمنصات عالمية معروفة، وهو ما يشير بوضوح إلى أرباح برمجية وهمية.

ويحذر شواخ من التعامل مع التحويلات غير الرسمية، سواء عبر محافظ رقمية مجهولة أو وسطاء محليين أو عملات مشفرة دون عقود، مؤكدًا أنها السمة الأبرز للمنصات الاحتيالية.

وينصح دائمًا باللجوء إلى خبراء أمن رقمي أو مختصين في الاستثمار قبل الإقدام على أي خطوة مالية، لأن الاستشارة المسبقة قد تمنع خسارة كبيرة.

أما المستخدمون الراضون الذين يظهرون في التعليقات أو مقاطع الفيديو، فهم، بحسب شواخ، إما حسابات مزيفة، أو ضحايا تم خداعهم بالسحب الأولي، أو أشخاص يحصلون على نسبة مقابل إحالة مزيد من الضحايا.

ويختم الخبير الأمني بنصيحة يعتبرها “القاعدة الذهبية”: إذا لم تستطع سحب أموالك خلال ثوانٍ، فهذا يعني ببساطة أنك لا تملكها.

مشاركة المقال: