مع اشتداد الإقبال على معاصر الزيتون هذا الموسم في درعا، يلاحظ المزارعون قلة الكميات الواردة، مما يقلل فترات الانتظار مقارنة بالمواسم السابقة. تتفاوت نسبة الزيت المستخرجة، ويعزو البعض ذلك إلى عوامل متعلقة بالمحصول، بينما يرى آخرون أن بعض المعاصر لا تلتزم بالشروط الفنية للعصر.
تبقى المشكلة الأكبر هي السعر، حيث وصلت صفيحة الزيت (16 كغ) إلى 100 دولار، وهو ما يفوق قدرة معظم الأسر الفقيرة.
انخفاض الإنتاج إلى نحو النصف نتيجة انحباس الأمطار سبب مباشر
على غير العادة
أشار عدد من المزارعين لـ”الحرية” إلى أن الموسم الحالي استثنائي بسبب انخفاض إنتاج الزيتون إلى النصف تقريباً، نتيجة انحباس الأمطار وموجات الحر الشديدة. كما أن عدم توفر مصادر المياه أو ارتفاع تكاليفها زاد من الأعباء، بالإضافة إلى زيادة الإصابات التي تتطلب مواد مكافحة وأجور رش باهظة.
النسب متفاوتة
تختلف نسبة استخراج الزيت من الزيتون بين الحقول، ويعزى ذلك إلى نوع الزيتون، ومستوى الرعاية، والعوامل الجوية، وموعد القطاف. تتراوح النسب المتداولة بين المزارعين بين 70 و 110 كيلوغرامات من الثمار لإنتاج صفيحة زيت (16 كغ)، بينما ذكر البعض أن 140 كغ تنتج صفيحة مماثلة.
مفاجأة
بالصدفة، وجدنا ثلاثة مزارعين يراجعون مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في درعا للشكوى من إحدى المعاصر بسبب تدني نسبة الزيت، حيث أنتج كل 200 كغ صفيحة زيت واحدة فقط، وهو ما اعتبروه غير منطقي. يثير هذا التساؤلات حول التزام المعاصر بالمعايير الفنية، مثل زمن العجن ودرجة الحرارة، حيث أن عدم الالتزام بهذه المعايير يسمح للمعاصر باستخراج المزيد من الزيت من مادة البيرين أو بيعها بسعر أعلى لمعامل الصابون. يجب تشديد الرقابة على المعاصر من قبل لجان مختصة للتأكد من التزامها بالمعايير.
هناك عوامل موضوعية تلعب دوراً بتراجع نسبة الزيت، لكن المشكلة إذا نتج عن تلاعب بالمعاصر
مقارنة الأسعار
يلاحظ ارتفاع أسعار زيت الزيتون مع بدء ذروة العصر، حيث تبلغ حوالي 100 دولار للصفيحة (16 كغ). كانت الأسعار تتراوح بين 55 و 65 دولاراً بعد فترة من التحرير. قام بعض المزارعين الميسورين بتخزين إنتاجهم من الموسم الماضي وباعوه مع بداية الموسم الحالي بسعر 90-95 دولاراً. يفضل الكثيرون شراء الزيت الجديد مباشرة من المعصرة أو من مزارعين موثوقين.
لا يروق للفقراء
السعر الحالي لا يتناسب مع دخل الفقراء، الذين كانوا يأملون أن يبقى السعر كما كان في منتصف العام (450-550 ألف ليرة للصفيحة). الآن، لن يتمكنوا من تخزين مؤونة تكفي السنة وسيضطرون للشراء حسب الحاجة. يقترح البعض استيراد كميات من زيت الزيتون لتوفيره بأسعار معقولة، خاصة مع انخفاض الإنتاج هذا الموسم واحتمال احتكار التجار للزيت ورفع سعره.
إحصاءات
ذكر رئيس دائرة التخطيط والتعاون الدولي في مديرية زراعة درعا، المهندس حسن الأحمد لـ”الحرية”، أن المساحة المزروعة بالزيتون في محافظة درعا تبلغ 5659 هكتاراً مروياً و 11504 هكتارات بعل، وتحتوي على 3.140 ملايين شجرة منها 2.826 مليون شجرة مثمرة، مشيراً إلى تراجع كبير في الإنتاج هذا الموسم بسبب الجفاف وموجات الحر الشديدة.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية