شهدت منطقة جرمانا بريف دمشق فجر اليوم الثلاثاء اشتباكات مسلحة أسفرت عن سقوط ضحايا بين عناصر الأمن العام وعدد من المدنيين.
أوضح مصدر أمني أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن عنصرين من قوى الأمن العام خلال اشتباكات جرمانا، مؤكداً أن قوات الأمن العام لم تكن طرفاً في الاشتباكات التي شهدتها المنطقة، بل حاولت فض الاشتباك بين مجموعات غير نظامية مما خلف قتيلين على الأقل من قواته.
ذكرت شبكة "السويداء 24" أن الحصيلة الأولية للضحايا في جرمانا بلغت 5 أشخاص إضافة إلى وجود أكثر من 12 مصاباً.
وتأتي الاشتباكات على خلفية انتشار تسجيل صوتي يحمل إساءات للنبي محمد، نُسب إلى أحد شيوخ الطائفة الدرزية الذي نفى من جهته تماماً في مقطع فيديو مسجل أن يكون الصوت الظاهر في التسجيل صوته. كما جرى تداول مقاطع فيديو تُظهر اشتباكات فجر اليوم، قيل إنها بدأت من محور حي النسيم في مدينة جرمانا، كما أظهرت اشتباكات في محيط مدينة صحنايا أيضاً.
أصدرت وزارة الداخلية بياناً جاء فيه: "تتابع وزارة الداخلية باهتمام بالغ ما تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي من تسجيل صوتي يتضمن إساءات بالغة تمس مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانطلاقاً من مسؤولياتها الوطنية، باشرت الجهات المختصة تحقيقاتها المكثفة في هذا الشأن، حيث تبين من خلال التحريات الأولية أن الشخص الذي وجهت إليه أصابع الاتهام لم تثبت نسبة الصوتية المتداولة إليه، وتؤكد الوزارة أن العمل ما زال جارياً لتحديد هوية صاحب الصوت، ليقدم إلى العدالة وينال العقوبة الرادعة التي يستحقها وفقاً للأنظمة والقوانين المعمول بها".
شدد البيان على أهمية الالتزام بالنظام العام، وعدم الانجرار إلى أي تصرف فردي أو جماعي من شأنه الإخلال بالأمن العام أو التعدي على الأرواح والممتلكات، متابعاً: "وتؤكد الوزارة أن الدولة قائمة بدورها الكامل في حماية المقدسات ومحاسبة المسيئين إليها بكل حزم ومسؤولية، محذرة من أن أي تجاوز للقانون سيقابل بإجراءات صارمة لضمان حفظ الأمن والاستقرار".
دان شيخا عقل الطائفة الدرزية في سوريا الشيخ يوسف جربوع، والشيخ حمود الحناوي، الإساءة إلى النبي، مؤكدَين أن من ارتكب هذا الفعل لا يمثّل إلا نفسه، ومحذرَين من الانجرار إلى فتنة تهدد السلم الأهلي في البلاد.
بدوره، قال محافظ السويداء مصطفى البكور: "لن نحمِّل أحداً وزر ما ارتكبه غيره من إثم أو خطأ، ولن نسمح بالتعدي على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وسنحاسب كل من يسيء إلى الرموز الدينية أو يتطاول عليها"، مضيفاً: "وجهت قيادة الشرطة للتحري عن صاحب الصوت الذي أساء إلى النبي بهدف تحويله إلى القضاء".
أيضاً، الهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين في جرمانا أصدرت بياناً قالت فيه: "نستنكر الإساءة للنبي محمد (ص) ونعتبر ما تم تلفيقه من مقطع صوتي بهذا الخصوص مشروع فتنة وزرعاً للانقسام"، مضيفة: "ندين الهجوم المسلح على جرمانا وغالبية من أصيبوا أو استشهدوا من أبناء المدينة هم من منتسبي الأمن العام.. ندعو الجهات الرسمية إلى الخروج للرأي العام وتوضيح ملابسات ما جرى، ونحمّل السلطات المسؤولية الكاملة عما حدث وعن أي تطورات لاحقة أو تفاقم للأزمة".
وكان انتشار التسجيل الصوتي قد أدى في وقت سابق، إلى قيام مجموعات طلابية في محافظتي حمص ودمشق بالاعتداء على مساكن لطلاب ينحدرون من محافظة السويداء قبل أن يتدخل الأمن العام ويعيد الاستقرار بعد التوتر الذي جرى، وفق ما ذكرته وسائل إعلام .
