الجمعة, 10 أكتوبر 2025 09:19 PM

اقتصاد عالمي متنوع: شركات غير أمريكية تقود النمو وتنافس الهيمنة

اقتصاد عالمي متنوع: شركات غير أمريكية تقود النمو وتنافس الهيمنة

على الرغم من الشهرة الواسعة التي تحظى بها الشركات الأمريكية في المشهدين الإعلامي والاقتصادي العالمي، إلا أن هناك قوى اقتصادية أخرى تنمو خارج حدود الولايات المتحدة، وتساهم في كتابة فصول جديدة من قصة النمو العالمي. تنتشر هذه الشركات غير الأمريكية من آسيا إلى أوروبا والشرق الأوسط، وتتحكم في قطاعات حيوية مثل التكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية، مما يؤكد أن الاقتصاد العالمي لا يعتمد على محور واحد.

أوضح الدكتور خالد رمضان، الخبير الاقتصادي ورئيس المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية في القاهرة، في تصريح لـ"النهار"، أن الشركات غير الأمريكية تعتبر دعامة أساسية في الاقتصاد العالمي، حيث تهيمن على قطاعات رئيسية مثل الطاقة والتكنولوجيا والتمويل. وأشار إلى أن القيمة السوقية لأكبر 2000 شركة عالمياً تبلغ حوالي 91.3 تريليون دولار.

وأضاف د. رمضان أن شركة أرامكو السعودية تتصدر قائمة أكبر الشركات غير الأمريكية بقيمة سوقية تقارب 1.8 تريليون دولار، تليها شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات (تي إس إم سي) بنحو تريليون دولار، وهي شركة رائدة في إنتاج الرقائق الإلكترونية التي تعتبر أساس الذكاء الاصطناعي.

من الصين، تبرز كل من تينسنت القابضة ومجموعة علي بابا بقيم سوقية تقارب 600 و550 مليار دولار على التوالي، مع تركيزهما على التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية. وفي أوروبا، تتصدر نوفو نورديسك الدنماركية قطاع الرعاية الصحية بقيمة تقارب 500 مليار دولار، بينما تهيمن إل في إم إتش الفرنسية على قطاع السلع الفاخرة بقيمة تقارب 450 مليار دولار. ومن كوريا الجنوبية، تساهم سامسونج للإلكترونيات بنحو 400 مليار دولار في تعزيز قطاع التكنولوجيا والإلكترونيات.

كما تمثل نستله السويسرية السلع الاستهلاكية بقيمة 300 مليار دولار، بينما تعزز تويوتا موتور اليابانية قطاع السيارات بقيمة تقارب 280 مليار دولار. وفي القطاع المالي، يبرز البنك الصناعي والتجاري الصيني (آي سي بي سي) بقيمة تصل إلى 250 مليار دولار.

وأشار د. رمضان إلى أن هذه الشركات تمثل قوة دافعة للنمو العالمي، خاصة في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، حيث تسيطر الشركات الصينية مثل "تينسنت" و"علي بابا" و"آي سي بي سي" على أكثر من 40% من القيمة السوقية غير الأميركية، مع تركيزها على التجارة الإلكترونية والتمويل الرقمي، مما يدعم نمو الصين بنسبة 3.95% في عام 2025.

وفي آسيا، تهيمن "تي إس إم سي" و"سامسونج للإلكترونيات" على إنتاج الرقائق، مما يعزز نمو تايوان وكوريا الجنوبية بنسبة 2 إلى 3%. أما في أوروبا، فتقود "نوفو نورديسك" و"إل في إم إتش" و"نستله" قطاعات الرعاية الصحية والسلع الفاخرة، مساهمةً في نمو الاتحاد الأوروبي بنسبة 0.9%. وفي الشرق الأوسط، تبرز "أرامكو" كقوة طاقوية تعزز مكانة السعودية على خريطة الاقتصاد العالمي.

وأوضح الخبير الاقتصادي أن هذه الشركات تواجه تحديات متنوعة، من التوترات التجارية إلى التضخم، لكنها تدفع بالمقابل نحو الابتكار والاستدامة. ووفقاً له، فإن القطاعات التي تعمل فيها هذه الشركات تمثل نحو 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

يهيمن قطاع التكنولوجيا وأشباه الموصلات، بقيادة "تي إس إم سي" و"سامسونج" و"تينسنت"، على 30% من القيمة السوقية غير الأميركية، مدعوماً بالذكاء الاصطناعي الذي يُتوقع أن يضيف 15.7 تريليون دولار للاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، مع نمو سنويّ يراوح ما بين 15 و20%.

أما قطاع الطاقة، بقيادة "أرامكو"، فيمثل نحو 20% من القيمة الإجمالية، مع تركيز على النفط والتحول نحو الطاقة المتجددة ونمو متوقع بنسبة 2.3%. ويشكل قطاع الرعاية الصحية، بقيادة "نوفو نورديسك"، 15% من الإجمالي بنمو متوقع بين 8 و10%، كما تمثل التجارة الإلكترونية، بقيادة "علي بابا" و"تينسنت"، 15% مع نمو يقارب الـ 12%. أما السلع الفاخرة والاستهلاكية، بقيادة "إل في إم إتش" و"نستله"، فتمثل 10% من القيمة، في حين يساهم القطاع المالي بقيادة "آي سي بي سي" بنسبة 5%، وقطاع السيارات بقيادة "تويوتا" بنسبة مماثلة تقريباً.

واختتم د. رمضان بالتأكيد على أن العالم يشهد تحولاً في موازين القوة الاقتصادية، فالشركات غير الأميركية لم تعد تكميلية، بل باتت ركائز أساسية في رسم ملامح الاقتصاد العالمي الجديد.

مشاركة المقال: