استبعد شادي جاويش، رئيس مركز التنبؤ المركزي في المديرية العامة للأرصاد الجوية، حدوث موجات حر في سوريا خلال الفترة القريبة المقبلة. وأوضح جاويش، في تصريح لعنب بلدي، أن هناك فرصة ضعيفة لأمطار متفرقة مستمرة اليوم الأحد 20 تموز وغدًا الاثنين على المرتفعات الساحلية، نتيجة مرور كتلة معتدلة على المنطقة الشمالية الغربية.
وأضاف جاويش أن البلاد ستشهد أجواء حارة خلال منتصف ونهاية الأسبوع الحالي، مع احتمال تحولها إلى موجة حارة محدودة التأثير، وذلك لقصر فترة تأثيرها ومحدودية تأثيرها على بعض المناطق، قبل أن يطرأ انخفاض طفيف على درجات الحرارة مع بداية الأسبوع القادم.
يذكر أن سوريا تعرضت لموجتين حارتين هذا الموسم، كلاهما خلال الشهر الماضي، الأولى في الثلث الأول من حزيران، والثانية في نهاية الشهر نفسه، وفقًا لرئيس مركز التنبؤ.
وبيّن جاويش أن الموجة الحارة، بحسب تصنيفات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، هي ارتفاع درجات الحرارة عن المعدلات المعتادة بخمس درجات مئوية على الأقل، ولمدة ثلاثة أيام متواصلة. وأكد أنه لا توجد موجات حر متوقعة خلال الفترة القريبة المقبلة، حيث تتراوح معدلات شهر تموز بين 36 و 38 درجة مئوية لمعظم المناطق الداخلية، ومن المستبعد أن تتجاوز حاجز الـ40 درجة مئوية لمدة ثلاثة أيام على الأقل.
وأشار جاويش إلى أن الرطوبة النسبية ستكون مرتفعة خلال هذه الفترة نتيجة استمرار تأثير التيار الغربي، مما يزيد من الشعور الحقيقي بالحرارة. وتكون الرياح خلال اليومين المقبلين غربية إلى جنوبية غربية بين الخفيفة والمعتدلة، مع هبّات نشطة تتجاوز سرعتها 65 كيلومترًا في الساعة، خاصةً على المناطق الوسطى والجنوبية والشمالية، تثير الغبار في المناطق الداخلية، والبحر خفيف إلى متوسط ارتفاع الموج.
تحذّر المديرية العامة للأرصاد الجوية في الأجواء الحارة من إشعال النيران في المناطق الحراجية والزراعية، وتدعو إلى إبلاغ الجهات المختصة عند حدوثها، إضافةً إلى عدم ترك المواد القابلة للاشتعال في الأماكن المغلقة أو المعرّضة لأشعة الشمس.
على صعيد آخر، ورغم أن المعدل التقديري لهطول الأمطار في عام 2025 لم يتراجع كثيرًا عن عام 2024، فإن تأخّر الهطول نهاية عام 2024، وتقطّعه هذا العام، أدّى إلى تأثر المزروعات البعلية وقلق الفلاحين. وفي 20 من أيار الماضي، قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، إن الجفاف الشديد في سوريا هذا العام قد يؤدّي إلى فشل ما يقدر بنحو 75% من محاصيل القمح المحلية مما يهدد الأمن الغذائي لملايين الأشخاص. ونقلت وكالة “رويترز” عن ممثل “الفاو” في سوريا، توني إيتل، إن الوكالة تتوقّع “نقصًا في الغذاء يبلغ 2.7 مليون طن من القمح هذا العام، وهو ما يكفي لإطعام 16.3 مليون شخص على مدى عام واحد”.