السبت, 1 نوفمبر 2025 08:40 PM

الأسقف جاك مراد يحذر: الوجود المسيحي في سوريا في خطر الموت البطيء

الأسقف جاك مراد يحذر: الوجود المسيحي في سوريا في خطر الموت البطيء

شبكة أخبار سوريا والعالم/ حذر رئيس الأساقفة السرياني الكاثوليكي في حمص وحماة والنبك، جاك مراد، من أن الوجود المسيحي في سوريا "يموت ببطء"، وذلك بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية غير المستقرة التي دفعت الآلاف من المسيحيين إلى الهجرة. واعتبر مراد أن نهاية المسيحية في سوريا ستكون "خسارة كبيرة".

جاءت تصريحات مراد خلال عرض قدمه في العاصمة الإيطالية روما، في 29 من تشرين الأول، ضمن فعالية نظمتها المؤسسة البابوية "عون الكنيسة المحتاجة" (ACN) لتقديم تقرير الحرية الدينية في العالم لعام 2025.

وتحدث مراد عن وضع الكنيسة في سوريا، مشيراً إلى أنها تعيش "وضعاً لا يحتمل ولا يمكن استمراره"، في ظل استمرار هجرة المسيحيين بحثاً عن ظروف أفضل.

وبحسب تقديرات المؤسسة المنظمة، فقد تراجع عدد المسيحيين في سوريا من 2.1 مليون عام 2011 إلى عدد لم يحدد بدقة حتى الآن، وهو ما يعكس، وفق مراد، فشل جميع الجهود المحلية والدولية في كبح موجة الهجرة، لأن "أسبابها لا تتعلق بالكنيسة، بل بالوضع السياسي والاقتصادي الكارثي".

وأضاف رئيس الأساقفة أن وقف هذا النزيف السكاني "لن يكون ممكناً قبل تأسيس نموذج سياسي واضح للحكم في سوريا، ونظام أمني قوي يعيد الثقة إلى الناس"، محذراً من أن البلاد تتجه إلى "نسخة من أفغانستان"، وقال "لم نصل بعد إلى مستوى العنف هناك، لكننا لسنا بعيدين عنه أيضاً".

وخلال مداخلته في المؤتمر الذي عقد في قاعة المعهد البابوي للآباء الأوغسطينيين في روما، قال مراد إن السوريين "لا يعيشون حرية دينية ولا سياسية"، مضيفاً أن الشعب ما يزال يعاني من "العنف والانتقام، ومن أحداث مأساوية تقوض كل المطالب الشعبية والدولية بإنهاء حمام الدم".

وأطلق رئيس الأساقفة نداء إلى "جميع أصحاب النوايا الحسنة لاتخاذ خطوات عملية لإنهاء العنف وتحقيق العدالة"، معتبراً أن "غياب العدالة هو نتيجة ستين عاماً من القطيعة بين الدولة والشعب"، مضيفاً: "الناس لم يعودوا يثقون بالحكومة المحلية ولا بالمجتمع الدولي، نحن نثق بالله فقط".

كما عبر مراد عن قلقه من احتمال توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل تتضمن التنازل عن مرتفعات الجولان، محذراً من أن ذلك "سيحرم سكان دمشق من مصادر المياه ويجعلهم عبيداً"، متسائلاً: "أين هي قيم حقوق الإنسان التي تضمن عدالة القرارات للطرفين؟".

يذكر أن الأسقف جاك مراد يبلغ من العمر 57 عاماً، وهو رئيس أساقفة حمص وحماه والنبك للسريان الكاثوليك. اختطف عام 2015 على يد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في أثناء خدمته في مدينة القريتين بريف حمص.

وقضى عدة أشهر في الأسر قبل أن يتمكن من الهروب بمساعدة مسلمين من المنطقة، رافضاً الحديث عن تفاصيل معاناته مفضّلاً التركيز على "القيم المشتركة" بين أبناء البلاد.

مشاركة المقال: