الثلاثاء, 22 أبريل 2025 02:59 PM

الأمم المتحدة تنهي دورها الإنساني البارز في سوريا: تحول نحو التعافي أم تراجع للدعم؟

الأمم المتحدة تنهي دورها الإنساني البارز في سوريا: تحول نحو التعافي أم تراجع للدعم؟

أعلنت الأمم المتحدة رسميًا عن إنهاء منصب "المنسق الإنساني الإقليمي المساعد للأزمة السورية"، اعتبارًا من 22 نيسان، في خطوة وُصفت بأنها بداية مرحلة جديدة في المشهد الإنساني السوري، بعد أكثر من عقد من التدخل الإغاثي الدولي.

أوضح ديفيد كاردن، آخر من شغل هذا المنصب، خلال مؤتمر صحفي من نيويورك، أن القرار يأتي في ضوء التطورات السياسية، وفي مقدّمتها سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر الماضي. وأكد أن "الأمم المتحدة بدأت العمل على نقل تنسيق المساعدات الإنسانية إلى السلطات المحلية في دمشق، في إطار جهود الانتقال إلى مرحلة التعافي وإعادة الإعمار، بحلول شهر حزيران المقبل".

أُنشئ هذا المنصب عام 2014 لتنسيق عمليات إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود من تركيا إلى شمال غرب سوريا، في ظل تعقيدات الصراع الداخلي والانقسام السياسي. وخلال عشر سنوات، نُقلت أكثر من 62 ألف شاحنة مساعدات عبر هذا المسار، بحسب الأمم المتحدة.

نبّه كاردن إلى أن الأزمة الإنسانية في سوريا لم تنتهِ بعد، مشيرًا إلى أن أكثر من 16 مليون شخص ما زالوا بحاجة إلى الدعم، منهم ما يقارب النصف في شمال البلاد، لا سيما في محافظتي إدلب وحلب. كما أشار إلى أن عودة النازحين إلى مناطقهم بدأت بوتيرة بطيئة، إذ عاد نحو مليون شخص منذ كانون الأول/ ديسمبر، فيما لا يزال أكثر من سبعة ملايين نازح داخل البلاد.

دعا كاردن إلى تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا وتعزيز الاستثمار في مرحلة إعادة الإعمار، قائلًا: "الناس هنا لا يريدون مساعدات طارئة فحسب، بل يريدون القدرة على بناء مستقبل كريم". وختم تصريحه بقوله: "مهمة العامل الإنساني الحقيقية هي أن يصبح دوره غير ضروري. وهذا هو التحدي القادم في سوريا".

مشاركة المقال: