السبت, 16 أغسطس 2025 03:08 AM

الأمير تركي الفيصل ينتقد بشدة نتنياهو ويتحدث عن التطبيع ومستقبل غزة

الأمير تركي الفيصل ينتقد بشدة نتنياهو ويتحدث عن التطبيع ومستقبل غزة

شنّ الأمير تركي الفيصل، الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية، هجوماً لاذعاً على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، واصفاً إياه بأنه "مختل عقلياً يقترف إبادة جماعية"، ويتهمّه بالسعي لتنفيذ تطهير عرقي بحق الفلسطينيين.

في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، عرضت المذيعة كريستيان أمانبور تصريحات نتنياهو حول "دخول غزة واحتلال آخر معقل لحماس فيها"، وحديثه عن مصير سكان غزة، وتساءله: "هل كان يجب أن تبقى غزة مكاناً مغلقاً؟". واستشهد نتنياهو بأمثلة من مناطق حرب أخرى مثل سوريا وأوكرانيا وأفغانستان، حيث غادر الملايين، معتبراً أنه من الطبيعي أن تفتح الدول التي تهتم بالفلسطينيين أبوابها لهم.

وردّاً على ذلك، اعتبر الأمير تركي الفيصل أن هذا بمثابة مكافأة لإرهاب نتنياهو، مؤكداً أن نتنياهو، "مرتكب الإبادة الجماعية"، يريد تبرير الأمر بطرد الشعب الفلسطيني، ليس فقط من خلال الإبادة الجماعية، بل أيضاً التطهير العرقي. وأضاف أن ما يحدث في سوريا وأوكرانيا لا يبرر حدوثه في فلسطين، واصفاً نتنياهو بأنه شخص غريب الأطوار ولا يفكر إلا في منصبه.

من جهتها، أشارت أمانبور إلى الحصار الفعلي المفروض على غزة منذ سيطرة حماس، من الجانب الإسرائيلي وحتى من الجانب المصري في رفح لفترة طويلة، مضيفة أن سكان غزة محاصرون فيما وصفه كثيرون بالسجن المفتوح. وتساءلت عن الجهة التي ستستقبل سكان غزة، مشيرة إلى أن مصر لم ترغب في فتح أبوابها، وأن دولاً أخرى مجاورة لا ترغب في ذلك أيضاً، وتحدثت عن تقارير تفيد بأن الإسرائيليين يتحدثون إلى جنوب السودان لاستقبالهم.

وأجاب الأمير تركي الفيصل بأن حكومة نتنياهو تريد غسل يديها من نشاطها القاتل في فلسطين، وتريد إلقاء اللوم على الآخرين. وتساءل: "لماذا لا تسألون الفلسطينيين أنفسهم؟ اسألوا شعب غزة؟ دعوا السيد نتنياهو يسمح لكم بالاستطلاع وإرسال الناس إلى غزة ليسألوا سكانها عما يريدون فعله ثم يتبعون ما يريدون فعله".

وأوضح الفيصل أن الأمر ليس متروكاً للسعودية أو مصر أو إسرائيل أو المملكة المتحدة أو أمريكا، بل لأهل غزة. ودعا نتنياهو إلى وقف القتال والسماح للمساعدات الإنسانية بالعودة، لمعرفة ما إذا كان سكان غزة يريدون المغادرة.

وأشارت أمانبور إلى أنها لم تسمع الأمير السعودي بمثل هذه الصراحة في اتهامه للحكومة الإسرائيلية ورئيس الوزراء الإسرائيلي من قبل، وسألته عن سبب اتخاذه هذه الخطوة.

ورد الأمير تركي الفيصل بأنه كان يقول أشياء مماثلة في الماضي، وأنه سئم مما يسمعه من نتنياهو ومؤيديه، معرباً عن غضبه من وصف شخص "مختل عقلياً يقترف إبادة جماعية" بأنه بطل ومنقذ إسرائيل.

وحول التطبيع، رفض الأمير تركي الفيصل أي إمكانية لتطبيع المملكة العلاقات مع إسرائيل في ظل الظروف الراهنة ورؤية نتنياهو لما وصفه بـ"إسرائيل الكبرى".

وفي رد على سؤال حول سعي إسرائيل للتطبيع مع السعودية، ضحك الأمير تركي الفيصل ورد قائلاً: "كيف يمكن لأحد أن يتوقع من المملكة العربية السعودية التطبيع مع مجرم كهذا أو مختل إبادة جماعية؟ لا سبيل لأن تقوم المملكة العربية السعودية بالتطبيع مع إسرائيل في الوضع الحالي".

وانتقد الأمير السعودي ما وصفه بـ"الصورة التوراتية" التي يروجها نتنياهو لـ"إسرائيل الكبرى"، قائلاً إنه يعرضها على الخرائط بأنها من النهر إلى النهر، ومن النيل إلى الفرات، متسائلاً عما إذا كان سيسعى لاحتلال أراضٍ سعودية وسورية ولبنانية وعراقية إلى جانب فلسطين ومصر.

وردًا على حديث أمانبور عن تحركات نتنياهو الإقليمية، قال الفيصل إن أكثر من 100 ألف فلسطيني قُتلوا أو شُوهوا أو جُرحوا منذ بدء الحرب في أكتوبر، وملايين شردوا ودُمّر كل شيء، معتبراً أن هذه نتيجة وخيمة لشخص مهووس بمنصبه وبألا يدخل السجن.

وشدد الفيصل على أهمية الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود عام 1967، معتبراً أن ذلك سيظهر عزلة الولايات المتحدة وإسرائيل، وسيحدد ما لا يمكن لإسرائيل فعله في الضفة الغربية وغزة.

مشاركة المقال: