هاجم أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، متهماً إياه بالسعي لعرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة من خلال الاعتداء على الدوحة. جاء ذلك في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث دعا مجلس الأمن الدولي إلى دعم إقامة دولة فلسطين، معبراً عن رفضه لمحاولات إسرائيل لتقسيم سوريا.
تأتي كلمة الأمير تميم في الأمم المتحدة بعد الاعتداء الإسرائيلي الذي وقع في 9 سبتمبر/أيلول الجاري على الفريق التفاوضي الفلسطيني في الدوحة. ووصف أمير قطر إسرائيل بأنها دولة "مارقة"، مؤكداً أن "تراجع النظام الدولي أمام منطق القوة يعني السماح بتسيد منطق الغابة".
أوضح الأمير أن الدوحة تعرضت في التاسع من سبتمبر لاعتداء استهدف اجتماعاً للوفد المفاوض لحركة حماس في مسكن أحد أعضائه بحي سكني يضم مدارس وبعثات دبلوماسية. وأكد أن الاعتداء الإسرائيلي على قطر يمثل "اعتداء على دولة وساطة صانعة سلام كرست دبلوماسيتها لحل الصراعات بالطرق السلمية، وتبذل منذ عامين جهوداً مضنية للتوصل إلى تسوية توقف حرب الإبادة التي تشن على الشعب الفلسطيني في غزة".
أشار إلى أن إسرائيل، وبدعم أمريكي، ترتكب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت 65 ألفا و382 قتيلا و166 ألفا و985 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى مجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.
وشدد أمير قطر على أن الاعتداء الإسرائيلي على الدوحة "خرق سافر للأعراف الدولية"، متهماً نتنياهو بالسعي لإفشال مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة من خلال محاولة اغتيال وفد التفاوض الفلسطيني. وأضاف: "يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودا ويخططون لاغتيال أعضائها. من الصعب التعامل مع هذه الذهنية التي لا تحترم أبسط المبادئ في التعامل بين البشر".
ولفت إلى أن قطر تستضيف بصفتها دولة وساطة وفودا من حركة حماس وإسرائيل، وأنجزت بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة تحرير 148 من الرهائن، في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين في غزة. وهاجمت إسرائيل قطر جوياً، رغم قيامها بدور وساطة، إلى جانب مصر وبإشراف أمريكي، في مفاوضات غير مباشرة بين "حماس" وتل أبيب، للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
أوضح أمير قطر أن نتنياهو "يحلم أن تكون المنطقة العربية منطقة نفوذ، وحذرت القمة العربية الإسلامية (التي عقدت بالدوحة هذا الشهر لبحث عدوان إسرائيل على قطر) من عواقب هذا الوهم". وشدد على أن "إسرائيل ليست دولة ديمقراطية في محيط معادٍ كما يدعي قادتها، بل هي في الحقيقة معادية لمحيطها، وضالعة في بناء نظام فصل عنصري وفي حرب إبادة، ويفتخر رئيس حكومتها أمام شعبه أنه منع قيام دولة فلسطينية".
أكد أن دولة قطر ستظل شريكاً فاعلاً في المجتمع الدولي لحل النزاعات بالطرق السلمية واغتنام الفرص لإحلال السلام العالمي، وأن الحملات التي واجهوها لن تثنيهم عن مواصلة جهودهم بالشراكة مع مصر والولايات المتحدة لإنهاء الحرب في غزة. وشدد على أن تحقيق السلام في المنطقة لن يتم إلا بتحرك من مجلس الأمن الدولي لإقامة دولة فلسطين، مشيداً بالاعترافات الدولية بها، وداعياً لمزيد من تلك المواقف.
وفي سياق آخر، أشار أمير قطر إلى أن سوريا تشهد مرحلة جديدة، معرباً عن أمله في أن تكون بداية مسار نحو تحقيق تطلعات الشعب السوري في الاستقرار والتنمية وسيادة القانون. ودعا المجتمع الدولي إلى استغلال الفرصة المتاحة حالياً للوقوف إلى جانب سوريا من أجل تجاوز هذه المرحلة الانتقالية بنجاح، مؤكداً أن قطر لن تدخر وسعاً في تقديم الدعم اللازم للشقيقة سوريا، وأن الشعب السوري قادر على التغلب على مصاعب المرحلة الانتقالية ونبذ الطائفية بكل أشكالها، مع رفضه للمحاولات الإسرائيلية لتقسيم سوريا.
يذكر أن إسرائيل تنتهك سيادة سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، عبر القصف وتوسيع رقعة احتلالها لأراضيها، رغم أن الإدارة السورية لم تبد أي توجه عدواني إزاءها.