الإثنين, 16 يونيو 2025 11:59 PM

الإعلام اللبناني في مواجهة التصعيد الإيراني الإسرائيلي: بين الموضوعية المشروطة وفوضى منصات التواصل

الإعلام اللبناني في مواجهة التصعيد الإيراني الإسرائيلي: بين الموضوعية المشروطة وفوضى منصات التواصل

نزار نمر

منذ يوم الجمعة الماضي، تحوّل المشهد الإعلامي اللبناني مع إشعال الكيان الصهيوني الحرب مع إيران، مذكّراً بالمشهد إبّان «طوفان الأقصى» كما عند تصعيد العدوان على لبنان في أيلول (سبتمبر) الماضي.

هكذا، اختفت البرمجة العادية لمصلحة النقل المباشر والمقابلات مع المحلّلين طوال النهار، تماماً كما كانت الحال على سائر الإعلام العربي.

نقل الأخبار عن العدو ولئن حاولت القنوات المهيمنة انتهاج مقاربة «موضوعية» بخلاف ما كانت عليه الأمور في الحرب الصهيونية على لبنان أو حتّى على اليمن، وهو أمر يعود إلى عدم قدرتها على التأثير في سردية حدث عالمي مماثل بخلاف لبنان مثلاً حيث تُحاك الأخبار الملفّقة والمضلّلة ضدّ المقاومة من دون حسيب، إلّا أنّ الأمر لم يخلُ من بعض «الأخطاء».

فقد استمرّت القنوات بعادتها القديمة المتمثّلة في نقل كلّ ما يصدر عن مؤسّسات كيان العدوّ على صفحاتها الافتراضية، من دون التأكّد من مدى صحّة الأخبار أوّلاً.

قناة «الشرق» استمرّت في نقل خبر الاغتيال المزعوم لعبد الملك الحوثي

ورغم أنّ هذه الأخبار ظهرت أيضاً كأخبار عاجلة على الشاشات، إلّا أنّها اختلفت عن الفضاء الافتراضي، إذ تمّت استضافة محلّلين وصحافيّين موضوعيّين ولو كانوا ذوي خلفيّات وآراء مختلفة.

لكن ندر أن خرج أحدهم بتحليل بعيد عن الواقع وأقرب إلى «التمنيّات»، وهو ما كان عليه الوضع فعلاً على بعض الإعلام الخليجي الذي قلّل من قدرات إيران مقابل تعظيم تلك لدى «إسرائيل» والتخويف من الأسلحة الأميركية.

ووصل الأمر بقناة «الشرق» على سبيل المثال إلى حدّ الاستمرار في نقل خبر الاغتيال المزعوم لزعيم «أنصار الله» عبد الملك الحوثي الذي خرجت به إحدى الصحف العبرية، حتّى بعد ساعات من النفي اليمني الرسمي، بالإضافة إلى نفي الصحيفة نفسها.

الغرب خائف على الاقتصاد أمّا الإعلام الغربي، فركّز على الحدث من منظوره الخاصّ، فلم يتبنّ «وجهة النظر» الصهيونية، ولا سيّما حول الملفّ النووي فقط، بل بدا كأنّه منفصل عن الواقع أكثر من أيّ وقت مضى، ولا يهمّه من الحروب التي كانت حكوماته محرّكاً أساسيّاً لها سوى تأثيرها في الاقتصاد وأيّ عامل مشابه قد يرتدّ على دوله.

منصّات التواصل… منبع الفوضى وعادت منصّات التواصل الاجتماعي لتكون منبعاً للفوضى، إذ رغم كونها مصدراً مهمّاً في سرعة نقل أخبار الصواريخ والقصف، إلّا أنّ كثراً لا يلتزمون بالمعايير الإنسانية والأخلاقية عند نقل الأحداث، بالإضافة إلى كثرة الأخبار الكاذبة والملفّقة أو على الأقلّ غير المؤكّدة.

لكنّ ذلك لم يمنع عدداً من وسائل الإعلام من الاعتماد عليها، فيما انتشرت مقاطع كثيرة تُظهر اللبنانيّين والسوريّين والفلسطينيّين في سائر الأراضي الفلسطينية، يشاهدون الصواريخ الإيرانية في سمائهم، محتفلين وهي تنهمر على الأراضي المحتلّة.

■ لا تعليق

LBCI تحتفل بعيد الجيش الأميركي مساء السبت الماضي، توقّفت LBCI عن نقل مجريات العدوان الإسرائيلي على إيران من أجل نقل مباشر للاحتفال بالعيد الـ250 للجيش الأميركي، الذي شارك فيه مسؤولون متعدّدون في الإدارة الأميركية على رأسهم الرئيس دونالد ترامب وزوجته، بالإضافة إلى عروض عسكرية من الجيش. كما نقلت mtv الفعالية، لكنّها أبقت على تقسيم الشاشة إلى أربعة أجزاء لإكمال تغطية أخبار الحرب.

مشاركة المقال: