الجمعة, 3 أكتوبر 2025 08:08 AM

التوحد في سوريا: تحديات متزايدة في ظل الأزمة ونقص الدعم

التوحد في سوريا: تحديات متزايدة في ظل الأزمة ونقص الدعم

يشهد العالم ارتفاعاً في نسبة الإصابة بالتوحد، وسوريا ليست استثناءً، إلا أنها تواجه صعوبات مضاعفة بسبب سنوات الحرب والأزمة الإنسانية المستمرة. التوحد، أو اضطراب طيف التوحد (ASD)، هو حالة تؤثر على التواصل والتفاعل الاجتماعي وسلوك الفرد.

ترى الاختصاصية النفسية مها تقي الدين أن التوحد يظهر في السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل ويؤثر على نمو الدماغ في مجالات الحياة الاجتماعية ومهارات التواصل. يواجه المصابون بالتوحد صعوبات في التواصل اللفظي وغير اللفظي، وفي التفاعل الاجتماعي والأنشطة الترفيهية، مما يؤدي إلى صعوبة الارتباط بالعالم الخارجي. وتضيف تقي الدين أنه لا توجد إحصائيات رسمية دقيقة عن عدد المصابين بالتوحد في سوريا.

يعود ذلك إلى ضعف النظام الصحي نتيجة استهداف القطاع الصحي ومؤسساته، مما أدى إلى تدهور البنية التحتية للرعاية الصحية ونقص في مراكز التشخيص المتخصصة، بالإضافة إلى نقص الوعي المجتمعي بعلامات التوحد المبكرة، حيث غالباً ما يُفسر سلوك الطفل على أنه "خجل" أو "عناد" أو "حسد".

اختصاصية نفسية: نقص المراكز والمتخصصين أبرز الصعوبات

وتشير تقي الدين إلى أن العديد من الأسر تخشى من وصم طفلها بـ "متوحد" خوفاً من نظرة المجتمع، مما يؤدي إلى إخفاء الحالة وتأخر طلب المساعدة.

بناءً على الإحصاءات العالمية (التي تشير إلى إصابة طفل من بين كل 36 طفلاً تقريباً)، يمكن تقدير أن عدد الحالات في سوريا مرتفع ويصل إلى عشرات الآلاف على أقل تقدير، ومعظم هذه الحالات غير مشخصة ولا تحصل على الدعم المناسب.

حددت تقي الدين التحديات التي تواجه الأسر والمرضى، ومن أبرزها:

  • صعوبة التشخيص بسبب قلة المراكز المتخصصة، والتي تقتصر على المدن الكبرى مثل دمشق وحلب، وارتفاع تكلفتها.
  • ارتفاع تكاليف العلاج، حيث أن عدد المراكز التي تقدم جلسات علاج نطق، علاج وظيفي، وتحليل السلوك التطبيقي (ABA) قليل جداً، وتكلفتها الشهرية باهظة.
  • الوضع الاقتصادي المتردي الذي يؤثر على القدرة على توفير العلاج الأساسي.
  • تسرب الكوادر المدربة وهجرة الأطباء والاختصاصيين النفسيين والمعالجين المؤهلين خلال الحرب.

وتؤكد تقي الدين أن التوحد في سوريا قضية صحية واجتماعية ملحة تتطلب تدخلاً عاجلاً وشاملاً، ولا يمكن فصل معاناة أطفال التوحد وأسرهم عن الواقع الإنساني الصعب الذي تعيشه البلاد.

إصابة طفل من كل 36 طفلاً

على الرغم من التحديات الكبيرة، ترى تقي الدين أن هناك جهوداً فردية وجمعيات أهلية تحاول سدّ جزء من الفراغ، وتقوم بالعلاج بالاعتماد على العلاجات السلوكية والتربوية، وتحليل السلوك التطبيقي (ABA) الذي يُعدّ من أكثر الطرق فعالية. كما يوجد برنامج تيتش (TEACCH) الذي يركز على تنظيم البيئة التعليمية باستخدام الجداول البصرية، بالإضافة إلى العلاجات النطقية واللغوية والعلاج الوظيفي، وتقديم الدعم الدوائي للسيطرة على أعراض معينة. وتشدد على أهمية تدريب الأسر ودعمها، حيث أن تمكين الأسرة وتدريبها على إستراتيجيات التعامل مع طفلها هو حجر الزاوية في التحسن، خاصة في ظل ندرة المراكز المتخصصة. علماً أن بعض الجمعيات تقوم اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: