تشهد محافظة الحسكة انقطاعًا شبه تام في خدمات شركتي الاتصالات السوريتين “سيريتل” و”MTN” منذ التاسع من نيسان الجاري، وسط غياب أي توضيحات رسمية من الجهات المعنية، سواء من إدارة الشركات أو من الإدارة الذاتية في المنطقة.
وفي هذا السياق، قال “أبو آدم”، وهو صاحب محل للهواتف المحمولة في القامشلي، في حديث خاص لمنصة سوريا 24: “انقطاع الشبكة عن المدينة أثّر بشكل مباشر على عملي في محل الاتصالات، إذ توقفت خدمات بيع الخطوط السورية، وتحويل الرصيد، والتواصل مع الزبائن، ما ألحق بي خسائر كبيرة، كما تراجع عدد الزبائن يوميًا. شبكة آرسل لا تغطي نطاق الاتصالات المطلوب، والإنترنت ضعيف جدًا، بينما كانت شبكة سيريتل تغطي نطاقًا واسعًا وتُستخدم في التواصل مع التجار والمحلات، ما جعل هذا الانقطاع يتسبب في شلل شبه تام في نشاطنا”.
ويشارك “أحمد العازل”، أحد سكان القامشلي، المخاوف ذاتها، ويقول: “منذ انقطاع شبكة سيريتل لم نعد قادرين على التواصل مع الناس، لا يمكننا الاتصال في حالات الطوارئ، كما توقفت العديد من أعمالنا اليومية المرتبطة بالاتصالات، خصوصًا في ظل ضعف شبكات الإنترنت البديلة مثل الواي فاي وآرسل. كنا نعتمد على الشبكة السورية بشكل كبير”.
مراسل سوريا 24 حاول التواصل مع إدارة مركز “سيريتل” في القامشلي للحصول على تعليق رسمي حول سبب الانقطاع، إلا أن المديرة رفضت الإدلاء بأي تصريح، مؤكدة فقط أن “الخدمة مقطوعة أيضًا عن محافظتي الحسكة والرقة”. كما رفضت الجهات التابعة للإدارة الذاتية الإدلاء رغم المحاولات المتكررة.
وتزامنًا مع صمت الجهات المعنية، يتداول الأهالي في المنطقة معلومات تفيد بأن هذا الانقطاع “متعمد”، بهدف إفساح المجال أمام شبكات الإنترنت المحلية مثل “RCELL”، التي تزود مناطق شمال شرقي سوريا بالإنترنت عبر مصدرها الأساسي في مدينة السليمانية في إقليم كردستان العراق.
وتحدثت بعض المصادر الإعلامية عن خلفيات أكثر تعقيدًا، مشيرة إلى أن شركتي “سيريتل” و”MTN” تلقتا أوامر مباشرة من قسد بإيقاف عمليات التشغيل في شمال شرق سوريا، بعد رفض الشركتين دفع مبلغ يُقدّر بمليون دولار سنويًا كإتاوة، دون أي تأكيد رسمي أو نفي من الشركتين المعنيتين.
وفي ظل غياب أي بوادر للحل، يواصل سكان الحسكة والقامشلي معاناتهم اليومية مع الانقطاع الكامل للاتصالات، وسط تصاعد المخاوف من استمرار الأزمة وتأثيرها المباشر على الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.