الإثنين, 6 أكتوبر 2025 06:29 PM

الخطوط الحديدية السورية تواصل جهودها لإعادة قطارات حلب إلى الخدمة رغم التحديات

الخطوط الحديدية السورية تواصل جهودها لإعادة قطارات حلب إلى الخدمة رغم التحديات

تواصل المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية جهودها الحثيثة لإعادة تأهيل منظومة القطارات التي آلت إليها بعد فترة عصيبة، حيث كانت القاطرات والعربات والشاحنات في حالة يرثى لها نتيجة التخريب والنهب الذي تعرضت له.

المهندس عماد عمر زكريا، رئيس قسم الصيانة في مستودع الدوراني بحلب، أكد أن المؤسسة، رغم الصعوبات، تمكنت بفضل خبرات كوادرها الوطنية من تسريع عمليات الصيانة. وأشار لمنصة إخبارية إلى أن الورشات تعمل بجد لإعادة هذه القاطرات إلى الخدمة في أقرب وقت ممكن.

وأضاف أنه تم مؤخرًا إجراء تجربة ناجحة لقطار "ترين سيت" من حلب إلى دمشق مرورًا بمدينة المعارض، مما شجع على استكمال أعمال الصيانة الشاملة للقاطرات المتبقية لتشغيلها لخدمة المواطنين في مختلف المحافظات السورية.

بدوره، أوضح المساعد الفني بدر الدين زمار، رئيس قسم الميكانيك ومسؤول أمان سير القطار في مركز مجموعات "ترين سيت"، أن المنظومة تتكون من قسمين رئيسيين: سفلي وعلوي. القسم السفلي يضم مكونات حساسة تتعلق بنظام الحركة والألجمة والمحركات الرئيسية ومحركات الجر وتوليد الطاقة، وهي ضرورية لتشغيل القطار.

وفيما يتعلق بالتحديات، أشار زمار إلى الصعوبات الكبيرة في تأمين القطع التبديلية بسبب الحصار الذي كان مفروضًا على سوريا، حيث كانت القطع محظورة بالكامل. هذا الأمر اضطر الفنيين إلى تفكيك المحركات وإرسالها إلى الأسواق المحلية للخراطة وإعادة الترميم، ثم تجميعها داخل ورشات المؤسسة، وذلك بخبرات محدودة نتيجة النقص في الكوادر الفنية المتخصصة، مما يستدعي دعمًا عاجلًا لتعزيز الموارد البشرية ورفع كفاءة العمال المتبقين.

أما القسم العلوي، فيشمل أبواب الصعود والغرف الداخلية وأنظمة التكييف. وأشار زمار إلى التحديات في صيانة أبواب الصعود التي تعتمد على نظام كهروهوائي حديث، يجمع بين الكهرباء والضغط الهوائي، ويشبه أنظمة السيارات الحديثة. وأضاف أن التكييف الداخلي تم إصلاحه بخبرات محلية وحقق نتائج ممتازة، لكن الحفاظ على أدائه يعتمد على تأمين قطع الغيار اللازمة بشكل منتظم، وهو ما يزال تحديًا قائمًا.

كما لفت زمار إلى مشكلة رمي الحجارة على القطارات أثناء مرورها بين المحافظات، مما يتسبب في أضرار للزجاج والنوافذ، ودعا الأهالي عبر المنصة الإخبارية إلى توعية الأطفال وتغيير طريقة استقبال القطارات، بحيث يتم استقبالها بالتصفيق والفرح بدلًا من الاعتداء عليها، مؤكدًا أن القطار ملك عام للشعب السوري ويجب الحفاظ عليه.

وختم زمار تصريحه بالإشارة إلى أن العمل يشمل تجهيز مجموعات متكاملة لضمان تسيير القطارات في الاتجاهين، ذهابًا وإيابًا، وأن المؤسسة حققت تقدمًا كبيرًا في هذا المجال، وأن المرحلة الحالية تُعد "جيدة جدًا" من حيث الجاهزية الفنية، رغم كل الظروف الصعبة.

مشاركة المقال: