تُعتبر مدينة الدريكيش في ريف محافظة طرطوس واحدة من أبرز الوجهات السياحية الساحلية في سوريا. تتميز المدينة بطبيعتها الخلابة التي تتضمن الأنهار والينابيع والغابات الغنية، بالإضافة إلى المواقع الأثرية التي تعود إلى حقب تاريخية قديمة، مما يجعلها وجهة مفضلة للزوار طوال العام، وخاصة في فصل الصيف، حيث المناخ المعتدل والهواء النقي.
أوضح رئيس بلدية الدريكيش، المحامي محمد الجعفوري، في تصريح لمراسلة سانا، أن المدينة تجمع بين التراث والطبيعة بشكل فريد. وأشار إلى قلعة الشيخ ديب التي تقع بين جبل النبي متى وجبل النبي صالح فوق جبل بركاني صخري، بالإضافة إلى برج نخلة الأثري القريب من مركز المدينة. كما تضم المنطقة السوق الأثري والجامع القديم الذي يعود تاريخ بنائه إلى أكثر من 200 عام، والذي يُعتبر أحد المعالم التاريخية الهامة للزوار.
وأضاف الجعفوري أن مغارة بيت الوادي في بلدة دوير رسلان تُعد من أبرز المواقع السياحية، حيث تشتهر بتكويناتها الكلسية الفريدة من الصواعد والنوازل التي تشكل أكثر من 70 بالمئة من مساحتها، مما يجعلها من أجمل المغارات في سوريا. كما يجذب نهر قيس الزوار بمياهه الجارية بين القرى والوديان وأشجار الدلب والصفصاف، وتغذي مياهه ينابيع غزيرة دائمة الجريان.
وبيّن الجعفوري أن غابة النبي متى التابعة لناحية دوير رسلان تُعد من أهم المحميات الطبيعية في البلاد، وتضم تنوعاً نباتياً نادراً من الكستناء والشوح والأرز والصنوبر والغار، إضافة إلى 365 نبعاً عذباً بين دائم وموسمي، مما يجعلها وجهة مثالية لعشاق السياحة البيئية والمغامرة.
ومن أبرز ما يميز المدينة نبع الدريكيش الذي يشتهر بنقاء مياهه وفوائدها العلاجية، بالإضافة إلى سد الدريكيش ومعمل تعبئة المياه المعدنية الذي يُعد من أوائل معامل المياه في سوريا. كما اشتهرت المنطقة قديماً بتربية دودة القز وصناعة الحرير الطبيعي.
وأكد الجعفوري أن العمل جارٍ حالياً على إعادة تأهيل كورنيش الدريكيش ليكون معلماً سياحياً بارزاً، إضافة إلى إنشاء حديقة على مساحة 14 دونماً بمشاركة عدة جمعيات أهلية، بما يعزز من مكانة المدينة كمقصد سياحي متكامل يجمع بين الجمال الطبيعي والعمق التاريخي.