الإثنين, 3 نوفمبر 2025 12:26 PM

الدفاع المدني يعلن: إعادة تأهيل جسر الرستن الحيوي على طريق M5 بحمص ستنتهي مطلع 2026

الدفاع المدني يعلن: إعادة تأهيل جسر الرستن الحيوي على طريق M5 بحمص ستنتهي مطلع 2026

حمص – محمد كاخي: في الخامس من كانون الأول عام 2024، استهدف قصف من طائرات النظام السوري السابق وحليفته روسيا جسر الرستن في ريف حمص الشمالي، حيث شنّت ما لا يقل عن تسع غارات بهدف قطع الطريق على قوات المعارضة السورية المتجهة إلى حمص بعد سيطرتها على حماة. تسبب القصف بأضرار كبيرة في بنية الجسر.

بعد سقوط النظام السوري في 8 كانون الأول 2024، أعدت هيئة التخطيط والتعاون الدولي دراسة شاملة لعملية ترميم الجسر بتكلفة تجاوزت مليوني دولار، وقُدمت الدراسة إلى وفد الأمم المتحدة. وفي 15 نيسان الماضي، وقعت منظمة الدفاع المدني اتفاقية مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) لترميم الجسر بتمويل من صندوق الأمم المتحدة الإنساني لسوريا (SHF)، وذلك بالتنسيق مع وزارة الأشغال العامة والإسكان السورية.

يُعد جسر الرستن شريانًا حيويًا يربط شمال سوريا بجنوبها عبر الطريق الدولي “M5” الذي يصل دمشق بحلب ويمتد إلى اللاذقية، ويبلغ طوله 600 متر.

تقدم أعمال الترميم وإعادة التأهيل

أوضح علي محمد، مدير “برنامج تعزيز المرونة المجتمعية” في الدفاع المدني، في 29 تموز الماضي، أن أعمال التأهيل ستنتهي في بداية عام 2026، مشيرًا إلى أن خطة العمل تتضمن أيضًا تأهيل الطرق البديلة المؤقتة لتسهيل حركة المرور خلال فترة العمل، بالإضافة إلى إزالة الأجزاء المتضررة.

أكد المكتب الصحفي في مديرية الدفاع المدني بحمص لعنب بلدي أن أعمال ترميم وإعادة تأهيل الجسر وصلت إلى مراحل متقدمة جدًا، حيث تم الانتهاء من تدعيم الركائز البيتونية الثماني الأساسية وإزالة سبعة جوائز متضررة كانت تعيق السلامة الإنشائية، إضافة إلى صب جائزين جديدين، كما تم تجهيز القوالب المعدنية لصب الجوائز وفتح الطرق الخدمية للوصول إلى جميع الركائز.

الجائز هو القطع أو العوارض الخرسانية أو المعدنية التي تشكّل الهيكل الحامل للجسر، أي الجزء الذي ينقل وزن الطريق والمركبات إلى الأعمدة والركائز.

يجري حاليًا التحضير لاستكمال أعمال صيانة المساند المعدنية وتركيب منظومة الأمان المعدنية، وتسير جميع الأعمال وفق الجدول الزمني المعدّل والمعتمد بعد التحديثات الفنية التي أُجريت على الدراسة الأصلية، والهدف هو استكمال جميع الأعمال الإنشائية قبل نهاية العام الحالي، مع احتمال تمديد محدود للأعمال التكميلية الخاصة بالجسر، بحسب الدفاع المدني.

طُرحت عدة آليات لترميم الجسر، ولكن ضعف الإمكانيات وضيق الوقت حالا دون تطبيقها، ورأت الجهة المنفذة استبدال وإعادة صب الجوائز المتضررة لإعادة الجسر إلى حالته السابقة بنفس الجوائز ودون تعديلات على طبيعتها وآلية تدعيمها، وفقًا لما ذكره المهندس عبد الإله زعرور، عضو لجنة الهندسة الإنشائية في نقابة المهندسين بحمص، الذي اطلع على مجريات عملية الترميم وشارك في اقتراحات آليات الترميم.

أضاف زعرور لعنب بلدي أن عمليات التأهيل التي اطلعوا عليها آمنة تمامًا، وإذا انتهت كما هو مخطط لها سيعود الجسر إلى وضعه السابق تمامًا، كأن شيئًا لم يكن بالنسبة للجوائز المتضررة.

ذكر المكتب الصحفي للدفاع المدني في رده على أسئلة عنب بلدي أن العمل يتم بقيادة الفرق الهندسية بالدفاع المدني وبالتعاون مع الجهة الداعمة “UNDP” التي تقدم الدعم الفني واللوجستي، بالإضافة إلى مكتب استشاري مواكب للأعمال يقدم الاستشارات الهندسية التنفيذية، ولم تتم الاستعانة بخبراء أجانب بشكل مباشر، بسبب تمتع الكوادر الهندسية المحلية بخبرة واسعة في صيانة الجسور والمنشآت البيتونية.

آليات الرقابة والإشراف الفني

تجري أعمال تأهيل الجسر بالتنسيق بين الدفاع المدني السوري ووزارة الأشغال العامة والإسكان السورية، والجهة المشرفة على المشروع هي الشركة العامة للطرق والمشاريع المائية التي تملك خبرة وآليات ومعدات متخصصة في هذا المجال.

يجري الدفاع المدني رقابة ميدانية يومية على أعمال التنفيذ وتطبيق إجراءات السلامة العامة في موقع العمل، وتتم الرقابة من خلال إشراف مباشر من الفريق الهندسي للدفاع المدني، مع مكتب استشاري مواكب مختص بتصميم وتنفيذ الجسور، لضمان التزام المقاول بالمعايير الهندسية ومعايير السلامة المهنية، بحسب حديث المكتب الصحفي في مديرية الدفاع المدني بحمص إلى عنب بلدي.

التحديات الميدانية

واجهت عمليات تأهيل وإصلاح الجسر مجموعة من الصعوبات، أبرزها عملية تكسير الجوائز. وبحسب المهندس عبد الإله زعرور، شكّلت عملية تفكيك الجوائز وإنزالها إلى الأرض أخطر مراحل العمل، نظرًا إلى كونها متصدعة وغير مستقرة، وأي حركة غير محسوبة قد تتسبب بانهيارها من ارتفاع يقارب 90 مترًا، ما قد يؤدي إلى تضرر الركائز البيتونية أو حتى انهيار الجسر بالكامل.

لضمان تنفيذ عملية الإزالة بأمان، جرى اعتماد أسلوب يقوم على تفكيك الجوائز تدريجيًا عبر قصّها إلى أجزاء صغيرة وإنزالها قطعة تلو الأخرى، وهي طريقة أثبتت نجاحها بعد عدة تجارب ميدانية، بحسب زعرور.

قال المكتب الصحفي في الدفاع المدني بحمص لعنب بلدي إن التحديات الرئيسة لعملية التأهيل كانت تتعلق بالظروف الجوية، وخصوصًا موجات الحر والرياح الشديدة، فالجسر يقع في منطقة “فتحة حمص” ذات الرياح الشديدة التي تؤثر على أعمال الصب وإزالة وتركيب الجوائز، إضافة إلى الاعتماد على رافعة رئيسة قديمة تُعد الوحيدة من نوعها في سوريا، ما يستدعي صيانة دورية دقيقة لتجنب الأعطال، كما تتطلب الارتفاعات العالية دقة والتزامًا عاليًا بمعايير الأمان والسلامة المهنية.

مشاركة المقال: