الجمعة, 25 أبريل 2025 06:50 PM

الذكاء الاصطناعي في الصين: كيف تحميها السياسات الداخلية والدعم الحكومي من العواصف التجارية؟

الذكاء الاصطناعي في الصين: كيف تحميها السياسات الداخلية والدعم الحكومي من العواصف التجارية؟

بينما يتركز اهتمام العالم على التوترات التجارية مع واشنطن، تشهد الصين طفرة في مجال الذكاء الاصطناعي، مدعومة بإعلانات مبتكرة ودعم حكومي قوي.

أطلقت مجموعة "علي بابا" نموذجًا مفتوح المصدر لإنشاء مقاطع الفيديو، بينما تستعد شركة "زهيبو إيه آي" (Zhipu AI)، المعروفة بـ"التنين الصغير"، لطرح أسهمها للاكتتاب العام. بالإضافة إلى ذلك، يتزايد استخدام تطبيق "ديبسيك" في المستشفيات والإدارات المحلية.

"ديبسيك": لحظة فارقة في الذكاء الاصطناعي الصيني

أحدث ظهور "ديبسيك" ضجة عالمية، وبرهن على قدرة الصين على منافسة وادي السيليكون. وقد أعادت هذه الشركة الناشئة، التي تتخذ من هانغتشو مقرًا لها، الحيوية إلى قطاع الذكاء الاصطناعي في البلاد.

ورغم تأثير الحرب التجارية التي أطلقتها الولايات المتحدة، فإن قطاع الذكاء الاصطناعي الصيني يتمتع بحماية نسبية بفضل تركيزه الداخلي والدعم الحكومي القوي.

ففي فبراير الماضي، عقد الرئيس شي جين بينغ اجتماعًا مع كبار التنفيذيين في شركات التكنولوجيا، بما في ذلك مؤسس "علي بابا" جاك ما، ومؤسس "ديبسيك" ليانغ وين فنغ، في إشارة إلى دعم الحكومة للقطاع. كما ورد ذكر الذكاء الاصطناعي تسع مرات في تقرير السياسات الصادر عن مؤتمر الشعب الوطني، مع التركيز على تطوير نماذج مفتوحة المصدر وتخصيص صندوق استثمار بقيمة 60 مليار يوان لدعم القطاع.

حماس شعبي جارف

أظهرت دراسة استقصائية أن 83% من البالغين في الصين يعتقدون بأن فوائد الذكاء الاصطناعي تفوق أضرارها، وهي النسبة الأعلى عالميًا. كما تتصدر الصين من حيث نسبة الأشخاص الذين يرون أن الذكاء الاصطناعي غيّر حياتهم اليومية.

وفي مقاطعة هوبي، يستخدم المزارعون تقنيات الذكاء الاصطناعي لمواجهة الأمطار الغزيرة، مما يدل على تعميم استخدام هذه التقنيات في مختلف القطاعات.

تحديات وفرص

صحيح أن الحرب التجارية قد تؤثر سلبًا على الاقتصاد الصيني، لكن من الخطأ الربط بين هذه الصعوبات وبين تباطؤ الطموحات التقنية لبكين. فالحكومات المركزية والمحلية ستواصل دعم الصناعات التقنية المتقدمة.

وتشير التقارير إلى أن الصين تتصدر في عدد المنشورات والبراءات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وتسعى جاهدة لتضييق الفجوة في الأداء مع الولايات المتحدة.

يبقى الحصول على الرقائق المتطورة أحد التحديات الرئيسية، لكن الشركات الصينية تعمل على تخفيف الأثر الفوري للقيود الأميركية من خلال مخزونات احتياطية.

في المقابل، تتزايد المخاوف في الولايات المتحدة من أن تؤدي تقلبات الرسوم الجمركية إلى فقدان وادي السيليكون ريادته في مجال الذكاء الاصطناعي.

بينما ينشغل صناع القرار وقادة الأعمال بالعواقب التجارية، يجب ألا يتفاجأوا مجددًا بانطلاقة جديدة من طراز "ديبسيك" في الصين.

مشاركة المقال: