أعلنت رئاسة الجمهورية العربية السورية، في فجر اليوم السبت الموافق 19 تموز/يوليو، عن وقف شامل وفوري لإطلاق النار في جميع أنحاء السويداء. ودعت الرئاسة جميع الأطراف، دون استثناء، إلى الالتزام الكامل بهذا القرار ووقف جميع العمليات القتالية.
وأوضح بيان صادر عن الرئاسة أن هذا القرار يأتي في ظل الظروف الحساسة التي تمر بها البلاد، وانطلاقاً من الحرص على حماية أرواح السوريين والحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامة شعبها.
كما أكدت الرئاسة على أن الهدف من وقف إطلاق النار هو تأمين الحماية اللازمة للمدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إليهم دون أي عوائق.
وأشارت رئاسة الجمهورية إلى بدء انتشار قوات الأمن الداخلي في عدد من المناطق بهدف ضمان تنفيذ القرار والحفاظ على النظام العام، محذرةً من أي انتهاك لهذا القرار، ومتوعدة باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المخالفين وفقاً للدستور والقوانين النافذة.
وفي سياق متصل، صرح المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس باراك، بعد منتصف ليل السبت، بأن اتفاق وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل يعتبر إنجازاً كبيراً تحقق بدعم مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية. وأضاف أن تركيا والأردن تبنتا الاتفاق، معرباً عن أمله في أن يكون ذلك خطوة نحو هوية سورية جديدة وموحدة.
ودعا باراك جميع مكونات المجتمع السوري، بمن فيهم الدروز والبدو السنّة، إلى إلقاء السلاح والعمل مع الأقليات الأخرى لبناء مستقبل مشترك قائم على الاحترام والازدهار.
من جهتها، أعلنت الرئاسة الروحية لطائفة الموحّدين الدروز عن دعمها لوقف إطلاق النار، مؤكدةً أنها تمد يدها لإنهاء الاشتباكات واللجوء إلى صوت العقل والحكمة، في موقف يُعدّ بارزاً وسط تصاعد التوترات في مناطق الجنوب السوري.
وفي السياق ذاته، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، صباح اليوم، أن قوى الأمن الداخلي بدأت بالانتشار في محافظة السويداء بموجب توجيهات رئاسة الجمهورية، مشدداً على أن الهدف الأول لهذه المهمة الوطنية هو حماية المدنيين ووقف الفوضى. وأضاف البابا أن الدولة ماضية في مساعيها لاستعادة الأمن والاستقرار في السويداء، مشيراً إلى تسخير كافة إمكانيات قوى الأمن لوقف الاعتداءات وحالة الاقتتال.
وبحسب بيانات وزارة الصحة، فقد أسفر التصعيد الأخير في محافظة السويداء عن مقتل 260 شخصًا وإصابة 1,698 آخرين، من بينهم 425 حالة حرجة، بينما تم نقل 1,022 مصابًا إلى مشافٍ متخصصة في محافظات مجاورة، في ظل استنفار طبي واسع لضمان استمرار الرعاية الصحية في المناطق المتأثرة.