أكد الرئيس أحمد الشرع أن إعادة بناء سوريا بالكامل هي الهدف القادم، معتمداً بشكل أساسي على الشعب السوري الذي أظهر صموداً وانتصاراً رغم المعاناة. وشدد على أن إعادة الإعمار يجب أن تتم من خلال الاستثمار وليس الاعتماد على المساعدات، مؤكداً أن سوريا تسعى لتحقيق مكانة اقتصادية متوازنة على المستويين الإقليمي والدولي.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية استثنائية عقدها الرئيس الشرع ضمن فعاليات مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار 2025 في الرياض، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود. واستعرض الرئيس خلال الجلسة رؤية سوريا للتعافي الاقتصادي والفرص الاستثمارية المتاحة، خاصة في مجال إعادة الإعمار، مؤكداً انفتاح سوريا على الشراكات الدولية ودعوة المستثمرين العالميين للمساهمة في التنمية، في ظل التعديلات الأخيرة على قانون الاستثمار.
ونقلت وكالة “سانا” عن الرئيس الشرع قوله إن “المملكة العربية السعودية تحتل مكانة هامة في المنطقة، وبرؤية الأمير محمد بن سلمان أصبحت وجهة للاقتصاديين”. وأوضح أن الاقتصاد الإقليمي مرتبط بالأمن، وسوريا تعتبر عنصراً أساسياً في استقرار المنطقة. وأشار إلى أن اضطراب سوريا وتصديرها للمخدرات يشكل خطراً كبيراً، وأن بعض الأطراف استغلت ذلك لإثارة الفتن.
وأضاف الرئيس الشرع أن أول زيارة خارجية له كانت إلى السعودية، إدراكاً للدور المحوري الذي تلعبه في المنطقة. وأشار إلى أن العالم اختبر فشل سوريا خلال السنوات الماضية، وما نتج عنه من أزمات وهجرة وكبتاغون، مما يمثل تهديداً استراتيجياً استغلته أطراف لإثارة القلاقل.
وأكد أن استقرار سوريا يمثل أهمية استراتيجية للمنطقة، فهي بوابة الشرق وطريق الحرير، وتتمتع بموارد متنوعة واقتصاد لا يعتمد على قطاع واحد. وأشار إلى أن سوريا بدأت صفحة جديدة وانفتحت على العالم، واستطاعت خلال فترة قصيرة العودة إلى موقعها الإقليمي والعالمي بدعم من دول عديدة، وعلى رأسها السعودية.
وأوضح أنه تم تعديل قوانين الاستثمار في سوريا لتصبح من بين الأفضل عالمياً، وشهدت البلاد استثمارات بقيمة 28 مليار دولار خلال الأشهر الستة الأولى. وأكد أن الفرص الاستثمارية في سوريا واعدة، وأن الاستثمارات بدأت تنمو بشكل جيد، مشيراً إلى وجود شراكات مع السعودية وقطر والإمارات وتركيا، ومشاريع استثمارية مع البحرين والأردن، بالإضافة إلى استثمارات وشراكات إقليمية أخرى مع شركات أمريكية.
واختتم الرئيس الشرع بالتأكيد على أن السعودية تدعم الازدهار والاستقرار والتنمية في سوريا، وأنه يتابع رؤية ولي العهد السعودي التي تشمل المنطقة بأكملها. وجدد التأكيد على أن سوريا ستعيد بناء كل ما تدمر، معتمداً على شعبها، وأن إعادة الإعمار ستتم من خلال الاستثمار، مع حماية المستثمرين وتوفير فرص تاريخية لهم.
وأكد الرئيس الشرع استعداده لتقديم كل ما لديه لرؤية سوريا قوية وناهضة، مشيراً إلى أن سوريا ستصل إلى مراتب اقتصادية متوازنة على المستويين الإقليمي والدولي، وستكون في مصاف الدول الكبرى اقتصادياً خلال سنوات قليلة.