الأربعاء, 5 نوفمبر 2025 06:49 AM

الرئيس الشرع في واشنطن: زيارة تاريخية تفتح آفاقًا جديدة للعلاقات السورية الأمريكية

الرئيس الشرع في واشنطن: زيارة تاريخية تفتح آفاقًا جديدة للعلاقات السورية الأمريكية

تتجه الأنظار صوب واشنطن العاصمة، حيث يستعد الرئيس أحمد الشرع للقيام بزيارة رسمية إلى الولايات المتحدة. وتعد هذه الزيارة الأولى من نوعها لرئيس سوري منذ استقلال البلاد في عام 1946، وتمثل منعطفًا هامًا في مسار العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وواشنطن، بهدف إعادة بناء الثقة بعد سنوات من التوتر والعقوبات.

رفع العقوبات... أولوية دمشق

يشكل ملف العقوبات التي فرضتها واشنطن على سوريا خلال فترة النظام السابق أولوية قصوى على جدول مباحثات الرئيس الشرع مع نظيره الأميركي دونالد ترامب. وقد صرح وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني بأنه "لم يعد هناك ما يبرر استمرار العقوبات"، خاصة في ظل التزام سوريا باتخاذ خطوات ملموسة نحو الاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب. وتشير مصادر مطلعة إلى أن الوفد السوري يسعى خلال الزيارة إلى التوصل لاتفاق مبدئي لتخفيف القيود الاقتصادية تدريجيًا.

إعادة الإعمار: الاقتصاد بوابة الانفتاح

سيكون الملف الاقتصادي محورًا أساسيًا في الزيارة، حيث من المتوقع أن يناقش الطرفان سبل مشاركة الشركات الأميركية والدولية في مشروعات إعادة إعمار البنية التحتية في سوريا، التي تضررت جراء الحرب. ويسعى الجانب السوري أيضًا إلى جذب استثمارات مباشرة في قطاعات الطاقة والإسكان والنقل، وتسهيل عودة رجال الأعمال السوريين المقيمين في الخارج. ويرى مراقبون أن هذه الزيارة قد تمهد الطريق لمرحلة جديدة من الانفتاح الاقتصادي السوري على الغرب، بعد سنوات من العزلة.

ترتيبات أمنية: نحو شرق أوسط أكثر استقراراً

من بين الملفات الحساسة التي ستُطرح في واشنطن، مسألة الترتيبات الأمنية على الحدود الجنوبية بين سوريا وإسرائيل. وتشير مصادر في دمشق إلى وجود تفاهمات مبدئية برعاية أميركية تهدف إلى ضمان استقرار الحدود، كجزء من رؤية أوسع لتحقيق الأمن الإقليمي. ومن المتوقع أن يتناول اللقاء بين الرئيسين الشرع وترامب آفاق اتفاق أمني جديد يضمن احترام السيادة السورية ويضع حدًا للتوغلات الإسرائيلية في الأراضي السورية، على غرار اتفاق فصل القوات الموقع عام 1974. وكان المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس باراك قد أعلن أن ترامب سيلتقي الرئيس الشرع خلال زيارته إلى واشنطن "المقررة في العاشر من تشرين الثاني" الجاري، وأشار إلى أنه "من المتوقع عقد جلسة مفاوضات جديدة بين سوريا وإسرائيل بوساطة الولايات المتحدة بعد زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن".

صفحة جديدة في العلاقات الدولية

تأتي زيارة الرئيس الشرع المرتقبة إلى واشنطن تتويجًا لمرحلة من التحولات الدبلوماسية السورية، التي بدأت بتطبيع دمشق علاقاتها مع عدد من العواصم الإقليمية. ويرى محللون أن لقاء الرئيسين الشرع وترامب سيكون بمثابة بداية صفحة جديدة بين البلدين، قد تنعكس إيجابًا على الاستقرار في المشرق العربي وعلى مستقبل العلاقات بين سوريا والولايات المتحدة.

مشاركة المقال: