أكد الرئيس أحمد الشرع على أهمية رفع العقوبات المفروضة على سوريا، مشيراً إلى أن ذلك سيتيح لها فرصة حقيقية للتعافي بعد سنوات الحرب. وفي مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" عقب لقائه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، صرح الرئيس الشرع بأن سياسات الرئيس ترامب تدعم استقرار سوريا ووحدة أراضيها، بالإضافة إلى رفع العقوبات بشكل كامل، مؤكداً على أن الرئيس ترامب يسعى لتحقيق هذا الهدف. وأشار إلى أن غالبية أعضاء الكونغرس الذين التقاهم يوم الإثنين يؤيدون أيضاً رفع العقوبات.
وأضاف الرئيس الشرع أن الإدارة الأميركية متفقة على أن سوريا تستحق فرصة للاستقرار وبناء اقتصادها والحفاظ على وحدة أراضيها. ووصف المفاوضات الأمنية مع إسرائيل بأنها "صعبة" ولكنها مستمرة بدعم من الولايات المتحدة وأطراف دولية أخرى، موضحاً أن أي اتفاق مستقبلي سيتطلب من إسرائيل الانسحاب إلى المواقع التي كانت تحتلها قبل سقوط نظام الأسد في الـ 8 من كانون الأول الماضي، معتبراً أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة القادرة على ضبط السلوك الإسرائيلي.
وكان الرئيس الشرع قد التقى الرئيس ترامب في البيت الأبيض، حيث بحثا سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير التعاون في مختلف المجالات، بالإضافة إلى مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وقبل ذلك، صرح الرئيس الشرع خلال لقاء مع قناة "فوكس نيوز" الأميركية بأن الزيارة إلى الولايات المتحدة تمثل مرحلة جديدة في العلاقات الدولية لسوريا، وقد تفتح آفاقاً مختلفة بين دمشق وواشنطن. وأضاف أن سوريا كانت بعيدة عن واشنطن ومعزولة عن معظم دول العالم لأكثر من ستين عاماً، وأن الخلاف بين البلدين كان عميقاً، مشيراً إلى أن هذه هي المرة الأولى منذ عقود التي يزور فيها رئيس سوري البيت الأبيض.
وفيما يتعلق بالتعاون في محاربة تنظيم "داعش"، أكد الرئيس الشرع على ضرورة تواصل الولايات المتحدة بشكل مباشر مع الحكومة السورية من أجل التحاور والتفاوض بشأن ملف التنظيم وكل ما يتصل بالأمن الإقليمي. وشدد على أن سوريا لم تعد تُرى كتهديد أمني، بل كبلد يمكن أن يكون شريكاً اقتصادياً ووجهة للاستثمار، خاصة في مجال الطاقة واكتشاف الغاز. وأشار إلى أن روسيا كانت منخرطة بشكل أو بآخر في الحرب على السوريين، مؤكداً أن جزءاً من المفاوضات معها تطرق إلى تسليم جميع المنخرطين في جرائم ضد السوريين، إلا أن روسيا لديها وجهة نظر أخرى حول هذا الموضوع.
وحول محاسبة الرئيس المخلوع بشار الأسد، أوضح أن روسيا توفر له الحماية، وأن أحد البنود الأساسية في الاتفاق بين سوريا والدول المعنية بالملف السوري هو أن من يرغب في مصالحة سوريا عليه أن يقبل بمبدأ المحاسبة. وأشار إلى إنشاء هيئة وطنية مستقلة للعدالة الانتقالية تضمن محاسبة كل من ارتكب جرائم بحق السوريين، بمن فيهم بشار الأسد نفسه. وتعهد الرئيس الشرع ببذل قصارى جهده لتقديم أي معلومة قد تساعد في معرفة مصير الصحفي الأميركي أوستن تايس، وكذلك المواطنين الأميركيين الآخرين المفقودين خلال سنوات الحرب، قائلاً إن في سوريا نحو 250 ألف مفقود ولم يُعرف مصيرهم بعد.