تسببت الأمطار الغزيرة الأخيرة في مدينة الرقة في تفاقم معاناة الأهالي وأصحاب المحال التجارية في حي الرميلة وسوق الأغنام. يعود ذلك إلى النقص في البنية التحتية المناسبة وتدهور الطرق غير المعبدة، مما أدى إلى تعطيل حركة المرور وعرقلة النشاط التجاري في واحدة من أهم المناطق الاقتصادية بالمدينة.
تتكرر هذه المشكلة في المنطقة، حيث يتحول كل هطول مطري إلى برك من المياه والطين، مما يعيق حركة المشاة والمركبات ويؤثر سلبًا على الأنشطة التجارية. يتزامن ذلك مع تزايد حاجة السكان والتجار لاستخدام هذه الطرق يوميًا، خاصة وأن سوق الأغنام يعتبر مركزًا حيويًا لتجارة المواشي وبيع المعدات الزراعية التي يعتمد عليها الكثير من سكان الرقة.
يقول عبد الرحمن الحافظ، أحد أصحاب الخانات في سوق الأغنام، لـ "سوريا 24": "طالبنا مرارًا الجهات المعنية بتعبيد الطرق، لكن الاستجابة اقتصرت على ردم الطريق بالتراب والحصى. هذه المعالجة المؤقتة لا تصمد أمام الأمطار، مما يؤدي إلى تشكل مستنقعات طينية تعيق حركة الزبائن وتؤثر سلبًا على أعمالنا".
من جهته، يؤكد سامي الخلف، وهو أحد المتسوقين الدائمين، لـ "سوريا 24": "أصبح من الصعب الوصول إلى المحال التجارية بسبب تراكم الطين والمياه. في بعض الأحيان أتردد في زيارة السوق خشية تعطل سيارتي أو التعرض للسقوط، مما يحد من قدرتي على القيام بمشترياتي اليومية".
وبالتوازي مع ذلك، يشير حسن العبد، أحد سكان حي الرميلة وأصحاب المحال التجارية، لـ "سوريا 24": "نعاني سنويًا من المشكلة نفسها مع بداية موسم الأمطار. رغم تقديم عشرات الشكاوى للبلدية، إلا أننا لا نرى حلولًا جذرية. الردم بالحصى والتراب إجراء مؤقت لا يحل المشكلة، وغالبًا ما تعود الطرق إلى حالتها السيئة بعد أول هطول مطري".
ويضيف العبد: "الظروف الحالية تؤثر على حياتنا اليومية وأعمالنا التجارية، وتدفعنا إلى البحث عن حلول فردية رغم محدودية الإمكانيات، مما يزيد من الشعور بالإحباط وانعدام الثقة في الحلول المطروحة".
في ضوء هذه المعطيات، يواجه السكان والتجار تحديًا مستمرًا مع بداية كل موسم مطري، ويأملون أن تتخذ الجهات المحلية خطوات عاجلة وفعالة لإعادة تأهيل وتعبيد الطرق، لما لذلك من تأثير مباشر على دعم النشاط الاقتصادي في المنطقة وتحسين جودة الحياة للسكان، بما يتناسب مع أهمية السوق والحركة اليومية الكثيفة إليه.