يشهد محصول القمح المروي في الرقة انتشارًا واسعًا لحشرة السونة، مما أثار قلق المزارعين الذين يخشون تلف المحصول وتراجع الإنتاجية، خاصة بعد تضرر الأراضي البعلية نتيجة الجفاف.
السنونة حشرة صغيرة تتكاثر في سنابل القمح وتتغذى عليها، متسببة بتلف الحبوب. لاحظ المزارعون تفشيًا غير مسبوق لهذه الآفة، ما دفعهم لاستخدام المبيدات الحشرية رغم تكاليفها.
المزارع عيسى الحمد من قرية كديران، أوضح أنهم لاحظوا انتشار السونة منذ منتصف نيسان، بالتزامن مع ارتفاع الحرارة وبدء تكون السنابل. وأضاف: "باشرنا برش المبيدات للحد من انتشارها وسنضطر لإعادة الرش، لأن مكافحة هذه الآفة تتطلب متابعة مستمرة حتى الحصاد".
المزارع عبدالله الهاني من قرية السلحبية، أكد أن السونة تنتشر في سنوات الجفاف ومع بداية تشكل السنابل، مضيفًا: "كنا نتوقع ظهورها هذا العام بسبب قلة الأمطار. وهذه الآفة تتكاثر بسرعة كبيرة، لذا يجب مكافحتها سريعًا". وأشار إلى الأعباء المالية الإضافية التي تكبدها المزارعون، موضحًا أن الدونم الواحد يحتاج نحو ثمانية دولارات لتغطية تكاليف المبيدات وأجهزة الرش.
المهندس الزراعي ياسر الدحام أوضح أن معظم حقول القمح المروي تعرضت للإصابة بالسونة، مع تفاوت شدة الإصابة، مشيرًا إلى أن ريف الرقة الجنوبي والمناطق القريبة من نهر الفرات كانت الأكثر تضررًا.
ووجه المهندس رسالة دعا فيها المزارعين إلى مراقبة حقولهم بشكل دقيق، لافتًا إلى أن نشاط الحشرة يتزايد بين أواخر نيسان وبداية أيار مع ارتفاع الحرارة وبدء تكوين حبوب القمح، مؤكدًا على أهمية الرش الوقائي لتجنب خسائر فادحة.
تجدر الإشارة إلى أن الرقة تحتل المرتبة الأولى في زراعة القمح المروي على مستوى سوريا، بنسبة تصل إلى 65% من المساحات المزروعة بالري في المحافظة، ما يجعل الحفاظ على هذا المحصول مسألة حيوية للأمن الغذائي المحلي.
