الأحد, 5 أكتوبر 2025 02:03 AM

الرقة: قرية الحيدي تعاني عطشاً مزمناً منذ 12 عاماً.. معاناة مستمرة في الحصول على مياه الشرب

الرقة: قرية الحيدي تعاني عطشاً مزمناً منذ 12 عاماً.. معاناة مستمرة في الحصول على مياه الشرب

يشكو أهالي قرية الحيدي الواقعة في ريف الرقة الشمالي من انقطاع تام لمياه الشرب منذ ما يزيد على اثني عشر عاماً، مما اضطرهم إلى الاعتماد على شراء المياه بأسعار باهظة أو نقلها من أماكن بعيدة.

إذ يصل سعر برميل المياه الواحد في القرية إلى حوالي 10 آلاف ليرة سورية، بينما يضطر بعض السكان إلى نقل المياه بواسطة سياراتهم أو جراراتهم من مناطق تبعد أكثر من 15 كيلومتراً. وتزيد وعورة الطرق من صعوبة هذه المهمة وتكاليفها المادية على الأهالي.

تعود جذور هذه الأزمة إلى السنوات الأولى للثورة السورية، حيث يمر الخط الرئيسي الذي يغذي القرية عبر عشرات القرى قبل الوصول إليها. وقد أدت التجاوزات المتكررة على الشبكة وضعف ضغط المياه في محطة الزاهرة إلى توقف وصول المياه إلى قرية الحيدي والعديد من القرى المجاورة.

وفي هذا السياق، صرحت أمين الحمادي، وهي من سكان القرية، في تصريح خاص لسوريا 24: "لم تصلنا المياه عبر الشبكة منذ سنوات طويلة. نحن مجبرون على شراء البرميل بأسعار خيالية، وهذا يثقل كاهلنا يومياً."

وأضاف محمد العبد، وهو أيضاً من أبناء القرية: "ننقل المياه من مسافات بعيدة باستخدام سياراتنا الخاصة. هذا الأمر مرهق بسبب الطرق الوعرة والمسافة الطويلة، بالإضافة إلى أن مياه الصهاريج ليست دائماً ذات مصدر موثوق."

أما هدى السالم، فقد أوضحت حجم المعاناة قائلة: "الأطفال والنساء هم الأكثر تضرراً من انقطاع المياه. أحياناً نتخلى عن ضروريات أساسية فقط لنتمكن من شراء الماء."

من جهته، أكد مصدر مسؤول في مؤسسة المياه بالرقة أن "الأزمة ناتجة عن كثرة التجاوزات على الشبكة وضعف ضغط المياه في محطة الزاهرة"، مشيراً إلى أن المؤسسة تعمل على "إصلاح الشبكة وتوفير ضغط كافٍ، بالتوازي مع التنسيق مع الجهات الأمنية للحد من التجاوزات".

واختتم المسؤول حديثه بالقول إن "تأمين مياه الشرب لقرى ريف الرقة يمثل أولوية قصوى، وسيتم تكثيف الجهود خلال الفترة المقبلة لإيجاد حلول مستدامة تخفف من معاناة السكان."

مشاركة المقال: