رحاب الإبراهيم: في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تواجه الأسر الريفية في محافظة حماة، تتجه الأنظار نحو إحياء الأراضي المهملة وزراعتها بمحاصيل تلبي الاحتياجات الأساسية، وذلك للتخفيف من الأعباء المالية المتزايدة.
هذه الزراعات المنزلية، التي تمثل طوق نجاة حقيقيًا لذوي الدخل المحدود، لا تزال محدودة النطاق، حيث تقتصر على زراعة مساحات صغيرة بالخضروات الأساسية مثل البندورة والباذنجان والفاصولياء والخيار والفليفلة.
ميساء حسن، أم لثلاث بنات، صرحت لصحيفة "الحرية": "في ظل غياب مصادر الدخل وتزايد صعوبات المعيشة، قررت زراعة الأرض القريبة من منزلي بالمحاصيل التي أحتاجها لإعداد طعام أولادي، بدلًا من شرائها بأسعار مرتفعة لا نستطيع تحملها. هذا حل جيد، لكن صعوبة توفير المياه اللازمة للري تحد من إمكانية التوسع وتحقيق الاكتفاء الذاتي تدريجيًا."
غازي ملحم، أب لخمسة أولاد فقد مصدر رزقه، يوافقه الرأي قائلاً: "الاهتمام بالأرض أنقذنا من الفقر والحاجة. قمت بزراعتها بأنواع مختلفة من الخضروات لتكفي أسرتي وتقليل حاجتي للشراء من المتاجر، لكن هذا لا يخلو من صعوبات، خاصة في ظل نقص المال لشراء مستلزمات الزراعة وتوسيع هذا المشروع المنزلي."
الخبير التنموي أكرم عفيف يرى أن الاهتمام بالمشاريع الزراعية الأسرية خطوة مهمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتخفيف الضغوط المعيشية، فهي بديل جيد للأسر التي لم تعد قادرة على تأمين احتياجاتها بسبب ضعف القدرة الشرائية. ويضيف: "على سبيل المثال، يباع كيلو الثوم اليوم بسعر يتراوح بين 6 إلى 8 آلاف ليرة، ولا تستطيع العائلات شراء 20 كيلو لتخزينها كما كانت تفعل سابقًا، وتكتفي بكيلو أو اثنين. بالتالي، يمكن لتوسيع المشاريع الأسرية أن يوفر احتياجاتها من هذه المادة وغيرها."
ويشدد الخبير عفيف على أهمية هذه الخطوة وضرورة توسيعها، لكنه يشير إلى وجود صعوبات تعيق تحقيق هذا الهدف، مثل مشكلة الجفاف وعدم الاستقرار وارتفاع تكاليف الإنتاج. ويقترح اتخاذ خطوات لتدعيم وتوسيع نطاق المشاريع الزراعية الأسرية من خلال مساعدة الجمعيات الخيرية والتنموية وغيرها من الجهات لأصحاب هذه المشاريع، عبر توفير الشتول بأسعار مناسبة وتأمين قروض صغيرة لحفر الآبار اللازمة لري المحاصيل.
أخبار سوريا الوطن١-الحرية
