الخميس, 30 أكتوبر 2025 04:25 PM

السبت الأسود: كيف كادت أزمة الصواريخ الكوبية تشعل حربًا نووية عام 1962؟

السبت الأسود: كيف كادت أزمة الصواريخ الكوبية تشعل حربًا نووية عام 1962؟

شبكة أخبار سوريا والعالم/ في 27 أكتوبر 1962، سُجل يوم في التاريخ تحت اسم "السبت الأسود"، وهو اليوم الذي وصل فيه التوتر بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي إلى ذروته خلال أزمة الصواريخ الكوبية. كانت الأجواء متوترة للغاية لدرجة أن العالم كان على شفا مواجهة نووية شاملة، وذلك بعد أن أسقطت الدفاعات الجوية السوفيتية طائرة تجسس أمريكية من طراز "U-2" فوق سماء كوبا.

خنجر نووي تحت الأنف الأمريكي

في ذلك اليوم، كانت طائرات "U-2" الأمريكية تحلق بانتظام فوق كوبا، لمراقبة تحركات الصواريخ السوفيتية التي وصلت بالفعل إلى الجزيرة، والتي كانت قريبة جدًا من السواحل الأمريكية. إن إسقاط إحدى هذه الطائرات بصاروخ "S-75" سوفيتي، ومقتل قائدها الرائد رودولف أندرسون، أوقد شرارة أزمة كادت أن تتحول إلى كارثة نووية.

خلفيات الأزمة: صواريخ على حدود الخصم

بدأت الأزمة فعليًا في عام 1961، عندما نشرت واشنطن صواريخ "جوبيتر" في تركيا، والتي كانت قادرة على ضرب موسكو في غضون دقائق. ورد السوفييت بعملية سرية أطلق عليها اسم "أنادير"، والتي تضمنت نشر صواريخ نووية من طراز "R-12" و "R-14" في كوبا، وهو ما اعتبرته واشنطن تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.

ردود محتملة… وكينيدي يختار الحصار

درست إدارة الرئيس جون كينيدي عدة خيارات للرد، بما في ذلك شن ضربة جوية شاملة أو غزو كوبا، لكنها استقرت في النهاية على فرض حصار بحري. وفي اليوم التالي، بدأت مفاوضات بين موسكو وواشنطن، بمشاركة كوبا والأمم المتحدة، والتي انتهت باتفاق يقضي بسحب الصواريخ السوفيتية من كوبا مقابل تعهد أمريكي بعدم غزو الجزيرة، وسحب الصواريخ الأمريكية من تركيا وإيطاليا.

لحظة كادت تغيّر التاريخ

يؤكد المؤرخون العسكريون أن "السبت الأسود" كان أقرب نقطة وصل إليها العالم إلى حرب نووية شاملة. حالة الذعر دفعت آلاف الأمريكيين إلى مغادرة المدن الكبرى خوفًا من هجوم سوفيتي وشيك.

الطائرة التي أشعلت الأزمة

الرائد رودولف أندرسون، الطيار الذي قاد طائرة "U-2" في ذلك اليوم، كان من قدامى المحاربين في الحرب الكورية. قُتل على الفور بعد إصابة طائرته على ارتفاع 21 كيلومترًا، وتناثر حطامها في حقل لقصب السكر. أجزاء من الطائرة لا تزال معروضة في متاحف كوبا حتى اليوم.

حادثة سابقة في الحرب الباردة

لم تكن هذه أول طائرة "U-2" تسقطها الدفاعات السوفيتية. ففي مايو 1960، أسقطت طائرة مماثلة بقيادة فرانسيس باورز فوق منطقة الأورال، لكنه نجا وقفز بالمظلة، ليُعتقل ويُعاد لاحقًا في صفقة تبادل أسرى.

روسيا اليوم

مشاركة المقال: