السمسرة ترفع أسعار زيوت السيارات في سوريا بنسبة تفوق 90%
تشهد أسعار زيوت السيارات في سوريا ارتفاعاً غير مسبوق، حيث تجاوز سعر العبوة الواحدة 350 ألف ليرة سوريّة في السوق، مقارنة بالسعر الرسمي البالغ 185 ألف ليرة الذي حددته شركة "سادكوب". ويعزى هذا الفرق الكبير إلى نشاط السمسرة التي باتت تسيطر على السوق. وبحسب تجار، فإن السماسرة يتولون عملية التحايل على آليات البيع الرسمي، ما يؤدي إلى فرض تكاليف إضافية على المستهلك النهائي.
أوضح التجار أن تكاليف التشغيل المتزايدة تساهم أيضاً في زيادة الأسعار، فسيارات توزيع الزيوت تتطلب وقوداً يومياً تصل تكلفته في السوق السوداء إلى 400 ألف ليرة للبيدون الواحد، بالإضافة إلى مصاريف تشغيلية أخرى. هذه العوامل تدفع إلى رفع الأسعار بشكل حاد على المستهلك، إذ بلغت تكلفة تغيير الزيوت للسيارات السياحية حوالي 350 ألف ليرة وللسيارات الكبيرة أكثر من مليون ليرة.
وأشار التجار أيضاً إلى أن بعض أصحاب السيارات يضطرون لإطالة فترة استخدام الزيت بما يتجاوز الفترات الموصى بها أو حتى تشغيل السيارة حتى نفاد الزيت بالكامل، بسبب ارتفاع تكاليف التغيير. وفي سياق متصل، أضافوا أن أسعار براميل الزيوت في السوق تتراوح ما بين 6 و11 مليون ليرة، حسب النوعية والشركة المصنعة، ما يجعل المنتجات المحلية تضاهي أسعار الزيوت المستوردة.
وسط هذا الواقع، يعاني السوق من زيوت مغشوشة تشكل حوالي 70% من المعروض، ما يزيد من احتمالية تعرض السيارات لأعطال ميكانيكية. ومع استمرار ارتفاع الأسعار وتدهور القوة الشرائية للسكان، باتت تكلفة صيانة السيارات عبئاً ثقيلاً، ما دفع بعض المواطنين للتخلي عن استخدام سياراتهم بشكل كلي.
