في وقت متأخر من مساء الجمعة الموافق 25 تموز، غادر 210 شخصًا من عشائر البدو في محافظة السويداء باتجاه درعا عبر معبر بصرى الشام، وذلك ضمن القافلة الخامسة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء. وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا أن القافلة تضم حوالي 20 مريضًا ورعايا أجانب لم يتم تحديد جنسياتهم.
وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للأشخاص الذين تم إجلاؤهم من السويداء ضمن القوافل الخمس إلى 1638 شخصًا. وأعلن "الهلال الأحمر السوري" وعدد من المنظمات الأممية، يوم السبت 26 تموز، عن إرسال قافلة مساعدات إنسانية من دمشق إلى محافظة درعا، بهدف تعزيز الاستجابة الإغاثية للأسر المتضررة.
وقال مدير وحدة الإعلام والتواصل في "الهلال الأحمر"، عمر المالكي، إن القافلة تتكون من 17 حافلة، وتحتوي على مواد غذائية معلبة، ومستهلكات طبية، ومياه شرب، وحفاظات أطفال، ومواد خاصة للعائلات الوافدة والمجتمعات المضيفة، وفقًا لما نقلته "سانا".
وأوضح أن إرسال هذه القوافل جاء بناءً على تقييم ميداني بالتعاون مع غرف عمليات محافظة درعا، حيث يتم التنسيق معهم لفهم الاحتياجات الأساسية في مراكز الإيواء والمجتمعات المضيفة، وبناءً عليه يتم تجهيز قوافل المساعدات وإعداد المواد اللازمة.
وأشار المالكي إلى أن الاحتياجات الإنسانية في المنطقة الجنوبية كبيرة ومتنوعة، مع وجود أعداد كبيرة جدًا من المتضررين غير المباشرين من عائلات وافدة ومستضيفة، مما يزيد من حجم الطلب على المواد الأساسية كالطحين والمياه والمازوت. ولفت إلى أن الهلال الأحمر يرسل قوافل بشكل شبه يومي إلى محافظتي درعا والسويداء، مع تقديم الدعم بالمستهلكات، والسلات الغذائية، والمياه، والمازوت، بالتعاون مع شركاء محليين من جمعيات ومتطوعين من مختلف المحافظات.
وضع "مزرٍ"
وصف ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا، غونزالو بارغاس يوسا، الوضع في درعا وريف دمشق بالكارثي. وقال في منشور له على "إكس"، الجمعة 25 تموز، إن أعداد النازحين من محافظة السويداء إلى درعا وريف دمشق تقدر بنحو 176 ألف شخص.
وأجرت المفوضية بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى، تقييمًا للوضع في محافظة درعا وريف دمشق ووصفته بـ"المزري"، وفق يوسا. كما بين أن المفوضية تعمل على زيادة دعمها بالتعاون مع الجهات الفاعلة الإنسانية الأخرى، حيث تقوم بتوزيع مجموعات الطوارئ وتوفير خدمات الحماية وتقديم الدعم النفسي ودعم الأطفال.
ولفت يوسا إلى أنه تم توزيع مواد الطوارئ على 3570 نازحًا، وإرسال 2500 مجموعة طوارئ إلى درعا وريف دمشق، و2000 مجموعة إلى السويداء. وتقدم المفوضية خدمات الحماية الأساسية، بما فيها الدعم النفسي بحالات الطوارئ وأنشطة حماية الطفل، من خلال مراكزها المجتمعية في المناطق المتضررة، وفق يوسا. وأشار إلى أن المفوضية حافظت على وجودها في السويداء طوال حالة الطوارئ.
إجلاء مؤقت
مع انطلاق قافلة العائلات الأولى، قدمت الحكومة السورية المسألة على أنها إجلاء "مؤقت" لحين تهدئة الأوضاع في السويداء، الأمر الذي لا توجد مؤشرات واضحة عليه حتى الآن. صرح قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء، العميد أحمد الدالاتي، بالتزام الحكومة بتأمين خروج العائلات المحتجزة والراغبين بمغادرة محافظة السويداء من جميع الشرائح، مع توفير إمكانية الدخول إليها للراغبين بذلك، وفق تصريحه.
وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، بدوره أن خروج العائلات الطارئ من المحافظة "مؤقت" بسبب الظروف الإنسانية والأمنية، وستكون عودتهم قريبة للمدينة بعد تأمين المحافظة وفق قوله.
لا تزال محافظة السويداء تشهد أزمة أمنية وإنسانية، عقب أحداث عنف وانتهاكات مارستها كل من الحكومة ومسلحين يتبعون للعشائر وفصائل محلية موالية للرئيس الروحي للطائفة الدرزية، حكمت الهجري. بدأت الأحداث عقب حالات خطف متبادل بين عشائر البدو في السويداء وفصائل محلية ذات طابع درزي، أعقبها دخول الحكومة السورية والتي لاقت مقاومة وقصفًا من إسرائيل ما زاد في تعقيد المشهد.
وفقًا لأحدث إحصائية صادرة عن "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" قتل ما لا يقل عن 814 سوريًا بينهم 34 سيدة و 20 طفلًا، وستة أشخاص من الطواقم الطبية، وشخصين من الطواقم الإعلامية، في محافظة السويداء منذ اندلاع التوترات في 13 تموز الحالي. وأصيب ما يزيد عن 903 أشخاص آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، علمًا أن هذه الحصيلة تخضع لعمليات تحديث مستمرة وهي أولية، كما لا تزال الجهود جارية لتصنيف الضحايا بحسب الجهة المسؤولة عن الانتهاكات وتمييز صفتهم بين مدنيين ومقاتلين، وفق تقرير الشبكة المنشور في 24 تموز.