يعاني مرضى السرطان وغسيل الكلى والداء الزلاقي في السويداء من ظروف معيشية صعبة أثرت بشكل مباشر على صحتهم. ووفقًا لمصادر طبية، توفي خمسة من مرضى الكلى الأسبوع الماضي، بينما تدهورت حالة مرضى السرطان نتيجة انقطاعهم عن العلاج منذ شهر. أما مرضى الداء الزلاقي، فيواجهون صعوبة بالغة في الحصول على منتجات دقيق الذرة.
سناك سوري – رهان حبيب
ناشدت "براءة حبيب"، والدة الطفل "أخيل عامر" المصاب بنوع نادر من سرطان الكلية، المجتمع الدولي عبر منشور أرفقته بصورة لابنها، لمساعدته وجميع مرضى السرطان من خلال "فك الحصار وتأمين الأدوية". وأشارت إلى أن ابنها اضطر لاستخدام أدوية بديلة ذات آثار جانبية خطيرة، مما أثر سلبًا على وضعه الصحي. وجاء في المنشور المترجم لعدة لغات: «في هذه الصورة يظهر محاربي الصغير. يقاتل السرطان يومًا بعد يوم بشجاعة تُلهمنا جميعًا. لا يستطيع الحصول على العلاج الذي يحتاجه، لكنه لا يتوقف عن الكفاح. ساعدوني في إيصال قصته إلى من يمكنه أن يحدث فرقًا. كل مشاركة خطوة نحو الأمل، وكل فعل قد يغيّر حياة».
وفي اتصال مع "سناك سوري"، قالت حبيب: «ابني على مفترق خطير، بأي حق تهدر طفولته ويُحرم من العلاج؟ ظهرت كتل جديدة لديه ونحن بحاجة لخطة علاج جديدة، لدي القدرة على شراء الدواء، لكن كيف وأين ونحن في مدينة محاصرة منذ واحد وأربعين يوماً».
أزمة أدوية السرطان
أوضح الدكتور عدنان مقلد، رئيس جمعية مرضى السرطان، لـ"سناك سوري"، أن حوالي 1500 مريض توقف علاجهم منذ الهجوم بسبب انقطاع وصول الأدوية. وأضاف: «انقطاع العلاج يعيد المريض إلى نقطة الصفر وكأنه لم يتلقَّ أي علاج، معظم الأدوية مفقودة، والحصار يمنع خروج المرضى أو محاولة تأمين العلاج، خصوصاً بعد تعرض مرضى لإطلاق نار أثناء تنقلهم بين درعا والسويداء». وأشار مقلد إلى أن الجمعية ما تزال تغطي تكاليف الدواء كاملة إذا لم تتجاوز 500 ألف ليرة، بينما يتم صرف نسبة معينة إذا تجاوزت القيمة هذا الحد لضمان مساعدة أكبر عدد من المرضى، لكن النقص الحالي يضع جميع المرضى تحت الخطر مع ازدياد الوفيات.
10 جلسات غسل كلى بدلاً من 30
لا يقل وضع مرضى الكلى سوءاً، حيث قالت سليمة الشاعر، مسؤولة في جمعية مرضى الكلى، إن عدد جلسات الغسل خُفّض إلى 10 يومياً بسبب نقص المواد والمحاليل، بعد أن كانت 30 جلسة. وأكدت أن الجمعية، التي تتابع أوضاع 250 مريضاً معظمهم في مدينة السويداء، تلقت آخر دفعة من المستلزمات قبل أسبوعين وقد شارفت على النفاد. وأضافت: «المرضى الذين يحتاجون لثلاث جلسات أسبوعياً خُفّضت لهم إلى اثنتين، ومن يحتاج جلستين بات يحصل على جلسة واحدة، وهذا خطر كبير على حياتهم، ووصل عدد الوفيات إلى خمسة مرضى الأسبوع الماضي، وما زلنا ننتظر أي دعم جديد، لكن الزمن ليس في صالح المرضى».
85 طفلاً في جوع دائم
أوضحت جمانة ناصيف، رئيسة جمعية مرضى الداء الزلاقي، أن عدد المرضى المسجلين لديها يبلغ 320 مريضاً بينهم 85 طفلاً يعتمدون بشكل أساسي على منتجات دقيق الذرة، وهي شبه مفقودة منذ بدء الاشتباكات. وقالت: «الكميات التي وصلتنا خلال الفترة الحالية لا تكفي سوى أيام قليلة وصلتنا دفعة أخيرة عبر الهلال الأحمر تضمنت 100 كيلو طحين وكمية محدودة من المواد الغذائية، لكنها لا تكفي، فالخبز أربع أرغفة فقط للربطة». وأكدت ناصيف أن الأطفال يعيشون اليوم حالة جوع دائم، في ظل غياب أي نوع من البسكويت أو البدائل المناسبة، مشيرة إلى حاجة ملحّة لإدخال كميات من مختلف المنتجات عبر التجار، لأن الجمعية عاجزة عن تغطية التكاليف.
بهذا الواقع، يجد مئات المرضى في السويداء أنفسهم في مواجهة الخطر المباشر على حياتهم، وكل يوم يمر من دون علاج يعني اقتراب كارثة إنسانية أكبر.