الجمعة, 30 مايو 2025 11:13 PM

العراق يواجه صيفاً لاهباً: الحرارة تصل إلى 49 درجة مئوية وتثير المخاوف من تداعيات التغير المناخي

العراق يواجه صيفاً لاهباً: الحرارة تصل إلى 49 درجة مئوية وتثير المخاوف من تداعيات التغير المناخي

سجلت درجات الحرارة في العراق مستويات قياسية هذا العام، حيث بلغت 49 درجة مئوية في محافظتين جنوبيتين، وفقًا لهيئة الأنواء الجوية العراقية. يأتي هذا الارتفاع بعد أيام من وفاة طالبين في إحدى الكليات العسكرية نتيجة التعرض لأشعة الشمس.

تشهد درجات الحرارة العالمية ارتفاعًا ملحوظًا هذا العام، في إطار موجة حرّ غير مسبوقة تضرب الكوكب منذ سنتين تقريبًا، مما يثير تساؤلات حول تسارع وتيرة الاحترار العالمي.

في العراق، تتجاوز درجات الحرارة الـ 50 درجة مئوية خلال فصل الصيف، خاصة في شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس، وقد تصل إلى هذه المستويات في أشهر سابقة.

سجلت محافظتا البصرة وميسان الجنوبيتان 49 درجة مئوية، مقابل 48 درجة في محافظة ذي قار المجاورة، وذلك قبل أسابيع من حلول فصل الصيف، وفقًا لهيئة الأنواء الجوية.

أكد المتحدث الرسمي باسم الهيئة، عامر الجابري، أن 49 درجة مئوية "تعد أعلى درجة حرارة سجلت حتى الآن في العراق هذا العام"، مشيرًا إلى أن الحرارة كانت جيدة نسبيًا في أيار/مايو من العام الماضي.

يُعد العراق من بين الدول الخمس الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية، وفقًا للأمم المتحدة. ويساهم انخفاض معدلات الأمطار وموجات الجفاف والعواصف الترابية في تفاقم ارتفاع درجات الحرارة في البلاد.

أوضح الجابري أن "كمية الأمطار المتساقطة على مستوى السنوات السابقة كانت قليلة نوعًا ما".

شهد العراق عواصف رملية وغبارية عدة خلال الأسابيع الأخيرة، أدت إحداها إلى دخول أكثر من 3700 مصاب بالاختناق إلى المستشفيات في 14 نيسان/أبريل في وسط وجنوب البلاد.

بلغت درجة الحرارة في العاصمة بغداد 44 درجة مئوية، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 46 درجة يوم الجمعة.

أوضح الجابري أن "شهر أيار/مايو يعتبر شهر حالة عدم استقرار الطقس"، مضيفًا "ليس غريبًا أن يشهد ارتفاعًا لدرجات الحرارة إلى هذا المستوى". وأشار إلى أن درجات الحرارة ستبدأ بالتراجع يوم السبت.

وجه رئيس الحكومة محمد شياع السوداني بالتحقيق في حادثة "وفاة طالبين من طلاب الكلية العسكرية الرابعة في محافظة ذي قار، وتعرض طلبة آخرين لأعراض مرضية".

أعلنت وزارة الدفاع أن يوم الأحد "ظهرت بعض علامات الإعياء والتعب" على تسعة طلاب "نتيجة تعرضهم إلى أشعة الشمس مما تسبب بإصابتهم بالجفاف ووعكة صحية نقلوا على اثرها" إلى المستشفى.

قال الناشط البيئي مصطفى هاشم إن "الصيف بدأ مبكرًا هذا العام"، مضيفًا أن "الوضع متعب جدًا"، وأشار إلى أن أحد زملائه فقد الوعي أثناء عملهم في صيانة أجهزة التبريد على سطح أحد الأبنية قبل أن تصل درجة الحرارة إلى 49.

في كل صيف، تتكرر المعاناة مع انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة في اليوم. وتلجأ الكثير من الأسر إلى المولدات الكهربائية، فيما يصبح التكييف في المنازل ترفًا في بلد غني بالنفط ولكنه يعاني من تهالك البنى التحتية جراء نزاعات استمرت لعقود وسياسات عامة غير فعالة.

مشاركة المقال: