الإثنين, 18 أغسطس 2025 10:19 PM

العفو الدولية تتهم إسرائيل بـ"حملة تجويع متعمدة" في غزة وسط تحذيرات أممية من مجاعة وشيكة

العفو الدولية تتهم إسرائيل بـ"حملة تجويع متعمدة" في غزة وسط تحذيرات أممية من مجاعة وشيكة

نُشرت هذه المادة في إطار شراكة إعلامية بين عنب بلدي و"DW". اتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير لها يوم الاثنين (18 آب/أغسطس 2025) إسرائيل باتباع سياسة تجويع "متعمدة" في غزة، وذلك في الوقت الذي تحذر فيه الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية من أن القطاع الفلسطيني يواجه خطر مجاعة وشيكة.

أفادت منظمة العفو، بعد إجراء مقابلات مع 19 نازحًا فلسطينيًا وعنصرين من الطواقم الطبية التي تعالج أطفالًا يعانون من سوء التغذية، بأن "إسرائيل تنفذ حملة تجويع متعمدة في قطاع غزة المحتل، إذ تدمر بشكل ممنهج الصحة والسلامة والنسيج الاجتماعي لحياة الفلسطينيين".

لم تتمكن فرانس برس حتى الآن من الحصول على تعليق من الجيش ووزارة الخارجية الإسرائيلية على تقرير منظمة العفو. ورأت المنظمة أن الشهادات التي جمعتها تؤكد أن "التزامن القاتل للجوع والمرض ليس نتيجة مؤسفة للعمليات العسكرية الإسرائيلية" في غزة، بل هو "النتيجة المتعمدة لخطط وسياسات صممتها إسرائيل ونفذتها خلال الأشهر الـ 22 الأخيرة لتفرض عمدًا على فلسطينيي غزة ظروفًا معيشية محسوبة بحيث تؤدي إلى تدميرهم الجسدي، وهو جزء من الإبادة الجماعية الجارية التي تنفذها إسرائيل بحق الفلسطينيين في غزة".

وكانت منظمة العفو قد اتهمت إسرائيل في نيسان/أبريل بارتكاب "إبادة جماعية على الهواء مباشرة" في غزة على خلفية الحرب المستمرة بين الدولة العبرية وحركة حماس منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023. واعتبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية هذه الاتهامات "كاذبة وعارية عن الأساس".

وفي 12 آب/أغسطس، نفت هيئة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) التابعة لوزارة الدفاع والمشرفة على الشؤون المدنية، وجود مؤشرات على سوء تغذية واسع النطاق في قطاع غزة، متهمة حركة حماس بالترويج لـ "سردية المجاعة".

يذكر أن حركة حماس، هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية. وتقدر وزارة الصحة في غزة التابعة لحركة حماس أن 227 شخصًا قضوا جوعًا خلال 22 شهرًا من الحرب، من بينهم 103 أطفال. وقالت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة إن 148 شخصًا توفوا جراء سوء التغذية في غزة منذ كانون الثاني/يناير 2025. كما قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في آب/أغسطس إن الجوع وسوء التغذية في غزة وصلا إلى أعلى مستوياتهما منذ بداية الحرب، موضحًا أن "أكثر من ثلث السكان لا يتناولون الطعام لأيام متتالية"، وأن 300 ألف طفل يعيشون خطر سوء التغذية، مع تفاقم الوضع بسبب عدم السماح بدخول ما يكفي من شاحنات المساعدات إلى القطاع.

السماح بدخول مساعدات بعد ضغوط دولية

منذ اندلاع الحرب، تفرض إسرائيل حصارًا محكمًا على القطاع شددته في الثاني من آذار/مارس بمنع دخول أي مساعدات أو سلع تجارية، ما تسبب بأزمة إنسانية. وفي أواخر أيار/مايو عادت وسمحت بدخول كميات محدودة من المواد الغذائية تولت توزيعها مؤسسة غزة الإنسانية التي تمولها إسرائيل وواشنطن وترفض وكالات الأمم المتحدة التعامل معها.

وبعد ضغوط دولية إثر تحذيرات أممية من مجاعة في القطاع، سمحت إسرائيل بدخول المساعدات. وواصلت السلطات الإسرائيلية فتح معبر كرم أبو سالم صباح اليوم الاثنين (18 آب/أغسطس 2025) لاستقبال شاحنات المساعدات الإنسانية القادمة من معبر رفح من الجانب المصري. كما واصلت السلطات المصرية فتح معبر رفح وإرسال المساعدات الإنسانية المختلفة إلى معبر كرم أبو سالم ضمن القافلة 17 التي تم إرسالها إلى غزة حيث دخلت 50 شاحنة عبر معبر رفح على فوجين متتاليين تم تجهيزها من قبل الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء.

ويأتي فتح المعبرين وفقا للآلية والاتفاق الجديد بين مصر وإسرائيل وبرعاية أمريكية بأن يجري إرسال المساعدات الإنسانية من معبر رفح من الجانب المصري إلى معبر كرم أبو سالم من الجانب الاسرائيلي وذلك لخضوع شاحنات المساعدات الإنسانية إلى التفتيش من قبل السلطات الإسرائيلية في معبر كرم ابو سالم ثم إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة عن طريق معبري زكيم وكرم أبو سالم.

تحرير: يوسف بوفيجلين

مشاركة المقال: