د.جورج جبور
الموضوع كبير، والهدف من كلمات اليوم متواضع، هو الدعوة إلى اعتبار يوم "اقرأ" موعداً أمثل لـ"يوم اللغة العربية العالمي". هل العرب أمة واحدة أو أمم؟ لم يحسم الأمر. لا ميثاق الجامعة حسمه، ولم تحسمه مؤتمرات القمة. وبالتوازي: يزداد انتشار تعبير "الأمة الأوروبية"، ثم ينحسر. مثله مثل تعبير الأمة العربية. هو مستمر في صفته بأنه غير محسوم. جعل عبد الناصر من مصر جزءاً من الأمة العربية، أي ليست أمة تامة لوحدها وبذاتها. لن أبحث هنا موضوع واجب القمة في حسم الأمر. كما لن أشغلها بواجبها السنوي في ذكرى وعد بلفور. سأخاطبها بشأن موعد يوم اللغة العربية العالمي. أود تعديل الموعد. نجعله في 15 آب. هو يوم اختاره الله لبدء النزول. إنه أفضل من 18 كانون الأول الذي اختارته الهيئات الدولية.
لكن ليس هذا ما حفزني على كتابة كلمتي هذه.. حفزني نص وقع بين يدي اليوم، نص أحتفظ به من عام 2000 منتظراً الفرصة لأستفيد منه. قالت دساتير مصر منذ 1956 أن مصر جزء من الأمة العربية. لمجلة "النهضة"، التي تصدر عن كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، للمجلة رأي آخر. في ص 157 من العدد الخامس عام 2000 يرد ما يلي: "فيما يتعلق بمحور الهوية والمواطنة: التأكيد على خصوصية مصر، المتفردة بين جميع بلدان المنطقة العربية، باعتبارها الدولة الوحيدة التي تملك في حد ذاتها مقومات الأمة…."
هل أقول: خالفت المجلة، أو فوقها الكلية، أو فوقها الجامعة توجهات الدستور، وثيقة الدولة الأولى؟ أم أقول هي الحرية الفكرية؟ النص من تقرير أعده عبد الرحمن عبد العال عن المؤتمر 13 للبحوث السياسية. في مناسبات لا تحصى، وبدون مناسبات، كنت أحذر من أننا إن لم نصعد إلى مزيد من الوحدة فسنهبط إلى مزيد من التبعثر. نمر في سورية بأزمة يرى البعض أنها قد تهدد وحدة الدولة. ذات يوم أعطيت مشروعية واقعية لفكرة أن تكون "الأمة" هي مجموعة السكان في كيان واحد.
البحث يطول. أختم بدعوة إلى محاضرة وبقائمة مواضيع أعالجها فيها.
تتشرف الجمعية الجغرافية السورية بدعوتكم لحضور الندوة العلمية والثقافية الأسبوعية، للأستاذ الدكتور جورج جبور. بعنوان: القمة العربية و يوم اللغة العربية. وذلك في يوم الخميس 2025/4/24. الساعة الخامسة مساء. في مقر الجمعية. بناء المدرسة الحافظية الأثري في المزرعة—الميسات بدمشق . الدعوة عامة. نتشرف بحضوركم .
شرح من المحاضر:
سأحاول في المحاضرة الإجابة عن الأسئلة الثلاثة التالية:
🔹️1. لماذا وكيف خسر العرب موعدي يوم اللغة العربية في بدء النزول وفي الأول من آذار؟
🔹️2. لماذا وكيف انتصرت هيئتان دوليتان في نيويورك وباريس, لماذا وكيف انتصرتا في تحديد موعد يوم اللغة العربية العالمي على رأي من دمشق، عام 2008 في الأرجح, وعلى قرار من الكسو في تونس عام 2010؟
🔹️3. أليست القمة العربية صاحبة الولاية العظمى في تحديد الموعد الأمثل ليوم اللغة العربية؟ لماذا استنكفت حتى الآن عن معالجة الموضوع ؟ ثم، أليست سورية والدة فكرة اليوم؟ لماذا لاتحاول اقناع القمة العربية القادمة قريباً في العراق، يوم 17 أيار القادم، اي بعد 3 اسابيع، لماذا لا تحاول معالجة الموضوع والإتفاق على موعد يوم نزول . " اقرأ " يوماً عالمياً للغة العربية كما اقترحت من منبر جامعة حلب في 15 اذار 2006 وايدتني الدولة السورية لاحقاً ممثلة بلجنة التمكين؟ ثم فلنلاحظ صدفة طريفة مؤاتية: يوم القاء المحاضرة هو اليوم العالمي للملكية الفكرية.
جورج جبور. حامل وسام القديسين بطرس وبولس، عضو الهيئة الاستشاربة لمجلة "المشرق" اليسوعية العريقة. عضو اتحاد الكتاب العرب بدمشق منذ عام 1971, المتقاعد عام 1996 ، والمستمر ناشطاً معه منذئذ، وقد نشر الاتحاد طبعة مجانية من كتابي: "يوم اللغة العربية".
صباح الجمعة المباركة 18 نيسان 2025. وهي أيضاً الجمعة العظيمة الشاهدة على آلام السيد المسيح.
الكاتب:صاحب فكرة يوم اللغة العربية الى ان يثبت العكس.
دمشق. 21 نيسان 2025.
(موقع أخبار سوريا الوطن-١)
