الأحد, 28 سبتمبر 2025 09:53 PM

الكشف عن "الملاك": الإعلام العبري يعترف بخدعة أشرف مروان لإسرائيل ودوره في تضليل استخباراتها

الكشف عن "الملاك": الإعلام العبري يعترف بخدعة أشرف مروان لإسرائيل ودوره في تضليل استخباراتها

تواصل وسائل الإعلام الإسرائيلية كشف تفاصيل الخدعة الكبرى التي نفذها الجاسوس المصري الأشهر، أشرف مروان، والذي كان يلقب بـ "الملاك"، ضد إسرائيل.

أفادت القناة السابعة بالتلفزيون الإسرائيلي بأن أشرف مروان، الذي كان يعتبر الجاسوس الذي حذر تل أبيب من حرب أكتوبر 1973، كان في الواقع "رأس حربة" في عملية خداع مصرية متطورة، وأسهم بشكل كبير في تعتيم وتضليل مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي بأكمله.

أوضح المحلل العسكري الإسرائيلي في القناة العبرية، عوزي باروخ، أن التحقيق الشامل الذي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" يؤكد أن أشرف مروان خدع إسرائيل وكان جزءًا من خطة خداع مصرية محكمة التخطيط، أسفرت عن مقتل حوالي 2400 جندي إسرائيلي في حرب أكتوبر.

ووفقًا للقناة العبرية، استند التحقيق الذي أعده الصحفي الإسرائيلي رونين بيرغمان إلى معلومات استخباراتية غير معلنة سابقًا، وكشف أن مروان كان يعمل لصالح مصر وليس لإسرائيل، كما كانت تدعي تل أبيب.

أكد المحلل العسكري الإسرائيلي أن "الملاك" لم يكن أفضل "عميل للموساد"، بل تشير الأدلة إلى عكس ذلك تمامًا، فقد كان أشرف مروان جزءًا من عملية خداع شاملة ومعقدة ساعدت المصريين على مفاجأة إسرائيل، وأن كل هذا حدث بسبب سلسلة من الإخفاقات الجسيمة للموساد في تشغيل "الملاك"، وتجاهله للتحذيرات بشأنه.

أكد تقرير القناة العبرية أن "الملاك" غرس ثقة زائفة في جهاز المخابرات الإسرائيلي بشكل عام وفي قسم الأبحاث بشكل خاص، وبالتالي فإن استنتاجات التحقيق الصحفي حول فشلهم تنطبق عليهما أيضًا.

ذكرت القناة السابعة العبرية أنه على سبيل المثال، ابتداءً من أواخر أغسطس 1973، شارك "الملاك" في اجتماعات حدد فيها رئيسا سوريا ومصر كيفية إدارة الحرب، وأن الهجوم سيبدأ في 6 أكتوبر 1973، ولكن بدلًا من إبلاغ مشغليه بالموساد بذلك، أرسل "الملاك" إلى إسرائيل سلسلة من التحذيرات الكاذبة حول تواريخ أخرى، وتوقع أن الحرب لن تندلع في النهاية، وكان التحذير الذي أطلقه عشية الحرب غامضًا أيضًا، وجاء بعد فوات الأوان.

أشارت القناة العبرية إلى أن مروان كان قد وجه التحذير في منتصف ليل الليلة التي سبقت الهجوم خلال اجتماع مع رئيس الموساد تسفي زامير في لندن.

صدر تحذير "الملاك" قبل 12 ساعة فقط من الهجوم، عندما كان المصريون يعلمون تمامًا أن إسرائيل بحاجة إلى 48 ساعة على الأقل لتركيز قواتها في القناة وجلب وحدات الاحتياط إليها، خاصةً مع وجود جبهة أخرى في الشمال.

كما نصب المصريون كمينًا بصواريخ أرض-جو لسلاح الجو على طول القناة، ولم يخشوا هجومًا مضادًا استباقيًا، وعندما بدأ سلاح الجو العمل، ورغم حشده قبل ساعات، تكبد خسائر فادحة ولم يتمكن من تقديم أي مساعدة تذكر.

ذكر تحقيق "يديعوت أحرونوت" أن مروان تم تكريمه كملك في مصر، حيث أنه بعد وفاته الغامضة، أقيمت له جنازة مهيبة لم يكرم بها إلا قلة من المصريين، فبدلًا من أن يعامل كخائن، عومل كبطل قومي.

صرح اللواء شلومو غازيت، الذي كان يعتبر من أفضل رؤساء جهاز المخابرات، والذي أعاد تأهيل الجهاز بعد حرب أكتوبر، في محادثة لم يسمح بنشرها إلا بعد وفاته: "تم زرع مروان في مؤخرة وعمق جهاز المخابرات الإسرائيلي، وجند رئيس الموساد تسفي زامير ببراعة، وتلاعب به كما يشاء، وكان عمليًا بمثابة المحرك الرئيسي في خطة الخداع المصرية".

أثار تحقيق "يديعوت أحرونوت" وموقعها الإلكتروني "واي نت" حول "الملاك" ضجة في مصر، حيث غطت وسائل الإعلام المصرية التحقيق الذي كشف أن مروان، "أفضل جاسوس إسرائيلي"، كان يعمل لصالح القاهرة.

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تقرير لها حول متابعة الإعلام المصري للتحقيق الذي نشرته، إن المصريين لم يكتفوا بنشر ترجمة تحقيق "يديعوت أحرونوت" و"واي نت"، بل أنهم أكدوا على بطولة أشرف مروان التي طالما كانت تنكرها تل أبيب وتدعي أنه جاسوس عمل لصالحها، حيث كتب أحد الإعلاميين المصريين أن هذا "دليل إضافي على عبقرية أجهزة الاستخبارات المصرية".

نقلت الصحيفة العبرية عن صحيفة المصري اليوم المصرية قولها: "وسائل الإعلام الإسرائيلية نشرت مؤخرًا معلومات تؤكد وجود أدلة متضاربة من الجانب الإسرائيلي بشأن القصة الحقيقية لأهم قضية تجسس في القرن العشرين، وأن قصة حياة مروان أصبحت موضوعًا نقاشًا واسعًا في الإعلام الإسرائيلي على مدار الخمسين عامًا الماضية، مع ظهور أدلة متضاربة حول الرجل ورفض إسرائيل الاعتراف بعمل أشرف مروان لصالح المخابرات المصرية ومساعدته في عملية الخداع الاستراتيجي التي سبقت حرب أكتوبر 1973".

كما كتبت قناة "صدى البلد" المصرية على موقعها الإلكتروني أن "أشرف مروان لم يكن جاسوسًا إسرائيليًا، بل كان اللاعب الأكثر موهبة في حرب العقول المصرية".

فيما نقل موقع صحيفة "المصري اليوم" المصرية عن أحمد أنور، الخبير في الشؤون الإسرائيلية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، قوله إن التحقيق المنشور ينصف مروان.

ووفقًا لأنور، فإن المنشور الإسرائيلي "يؤكد أن مزاعم إسرائيل عنه بأنه عميل مزدوج أو جاسوس ليست سوى حملة تشويه متعمدة، تهدف إلى تقويض رمزية عائلة الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر (كان مروان متزوجًا من ابنة الرئيس الراحل) وإخفاء الدور الحقيقي الذي لعبه مروان لمصر".

فيما نقلت الصحيفة العبرية تصريحات الدكتور محمد عبود، أستاذ في قسم اللغة العبرية بجامعة عين شمس بالقاهرة لـ RT التي قال فيها: "بعد 50 عامًا من الجدل، تنبثق الحقيقة من قلب تل أبيب. يكشف عنوان رئيسي في صحيفة يديعوت أحرونوت أن أشرف مروان لم يكن الملا" الذي خدع العرب، بل كان رأس حربة خطة الخداع الاستراتيجي المصرية قبل حرب أكتوبر".

وأضاف عبود: "في تحقيق شامل نشر في ملحق الصحيفة العبرية سبعة أيام، يقر خبير الاستخبارات والصحفي رونين بيرغمان بأن أشرف مروان خدع إسرائيل، وكان جزءًا من خطة خداع مصرية محكمة، مهدت الطريق لنصر أكتوبر 1973. ينصف التاريخ شعبه، وتصبح أسطورة أفضل جاسوس إسرائيلي شهادة إضافية على عبقرية أجهزة المخابرات المصرية، وعبقرية مصممي نصر أكتوبر العظيم".

فيما نشرت قناة "إكسترا نيوز" المصرية فيديو قصيرًا بعنوان: "اعتراف إسرائيلي: أشرف مروان خنجر مصري في قلب تل أبيب".

كما علقت صحيفة "الدستور" المصرية على المنشور، وبالإضافة إلى الاهتمام الإعلامي الكبير بالموضوع في مصر، تصدر المقال عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم العربي، وانتشرت صور من ملحق "سبعة أيام" على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت يديعوت أحرونوت إنه في الذاكرة المصرية الجماعية، تعتبر حرب يوم الغفران انتصارًا، وتحيي مصر كل عام في شهر أكتوبر "يوم النصر"، وفي اليوم السابق لهجوم 7 أكتوبر 2023، احتفلت مصر بالذكرى الخمسين لحرب أكتوبر 1973.

وفي العام الماضي، بمناسبة الذكرى الحادية والخمسين للحرب، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: "في هذا اليوم، حققت مصر نصرًا سيبقى خالدًا في ذاكرة الأمة وفي صفحات تاريخها المجيد.. نصر سيذكر الجميع دائمًا بأن هذه الأمة، بوحدة شعبها وقيادتها وجيشها، قادرة على تحقيق المستحيل مهما عظم".

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم

مشاركة المقال: